ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›وسطية أهل السنة - العلو -...›إثبات المعية لله تعالى إثبات المعية لله تعالى الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 821 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الفقرة الثالثة عشرة: قال المصنف رحمه الله تعالى: [وقد جمع] يعني: القرآن [بين هذا وبين المعية في قوله تعالى: ((هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ))[الحديد:4].]والمعية التي ذكرها الله تعالى في قوله هنا: ((وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ))[الحديد:4]، المعية تقتضي مطلق المصاحبة في اللغة العربية، ثم هي لكل شيء بحسبه، فعلى سبيل المثال لما نقول: الإنسان خلط الماء مع اللبن، فهذه المعية تقتضي ماذا؟ امتزاج واختلاط ودخول أحدهما في الآخر، فهذا نوع، لكن لما تقول: فلان يمشي مع فلان، فهذه تعني نوع من المماسة، أو المصاحبة، أو المقاربة، لكن لما نقول مثلاً: المسألة فيها عشرة أقوال، وفلان مع فلان على هذا القول، المعية هنا ما مرادنا بها؟ أنه يوافقه، أو يؤيده على هذا القول، إذاً هذه المعية لا تقتضي شيئاً مادياً أو حسياً، وإنما هي معية معنوية تقتضي موافقتهم على هذا القول.كذلك لما نقول: فلانة المرأة مع فلان، يعني: يسألك: هل فلان طلق زوجته؟ فتقول: لا، هي معه، المعية هنا ما معناها؟ يعني: أنها في ذمته، أنها في عصمته.(طيب) لما نقول: سرنا في الليل والقمر معنا، ما معناه؟ الرؤية، معنى أنه يراه، فهذه أعني كما قلنا: المعية إذاً تقتضي مطلق المصاحبة، وكل شيء له من ذلك بحسبه، والسياق يدل على هذا المعنى أيضاً. ولهذا قال المصنف رحمه الله تعالى: [وليس معنى قوله: ((وَهُوَ مَعَكُمْ))[الحديد:4] أنه مختلط بالخلق؛ فإن هذا لا توجبه اللغة]، لاحظ أنه قال: [(لا توجبه اللغة)]، لم يقل: فإن هذا لا تدل عليه اللغة، لماذا؟ لأن اللغة قد تدل على هذا المعنى كما ذكرنا قبل قليل، فإن المعية قد يكون من معانيها الاختلاط، لكن هذا يفهم أحياناً من السياق، ومن ذكر الشيء مع الشيء، ولكنه قال: [(لا توجبه اللغة)] بحيث يكون هو المعنى الوحيد أو المعنى الصحيح فيها. قال المصنف رحمه الله تعالى: [وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة أيضاً، وخلاف ما فطر عليه الخلق.]ولهذا نقول: إن العوام عوام الناس تعليقاً على قوله: [(خلاف ما فطر عليه الخلق)] نقول: إن عوام الناس إذا تركوا وشأنهم فإن الغالب أنهم يفهمون أن الله تعالى على خلقه فوقهم، ولا يقولون بألوان الحلول، والاتحاد، ووحدة الوجوب التي صار إليها كثير من المتفلسفة.ثم مثل المصنف رحمه الله تعالى بالقمر، فقال: [والقمر وهو آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته هو موضوع في السماء]، وما معنى كون القمر في السماء؟ هل القمر داخل السموات؟ لا، وإنما المقصود أنه في العلو، السماء هي العلو.قال المصنف رحمه الله تعالى: [وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان، وهو سبحانه فوق عرشه، رقيب على خلقه، مهيمن عليهم، مطلع عليهم إليهم.. إلى غير ذلك من معاني ربوبيته]، يعني: من السمع، والبصر، والتدبير، والرحمة، وغيرها.قال المصنف رحمه الله تعالى: [وكل هذا الكلام الذي ذكره الله تعالى من أنه فوق العرش، وأنه معنا حق على حقيقته، لا يحتاج إلى تحريف، ولكن يصان عن الظنون الكاذبة.] انتهى كلام المصنف. أي: لا يصرف عن معناه بالتأويل والتحريف، ولا يشبه الله تعالى بخلقه، ولهذا جاء في أكثر طبعات الواسطية زيادة أراها غير موجودة في الكتاب الذي زكيته لكم وفي هذه الطبعة التي ذكرناها، فهنا زيادة ينبغي أن تضاف في هذه الطبعة؛ لأنها موجودة في كثير من الطبعات، وهو كلام في نفس السياق وجميل، ونصه كما يلي الزيادة: قال المصنف رحمه الله تعالى: [مثل] يعني: يصان عن الظنون الكاذبة مثل ماذا؟ قال: [مثل أن يظن أن ظاهر قوله: (في السماء) أن السماء تقله أو تظله، وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان؛ فإن الله قد وسع كرسيه السموات والأرض، وهو الذي ((يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا))[فاطر:41]، ((وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ))[الحج:65]، ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ))[الروم:25].] انتهى الكلام انتهت الزيادة، فهذه تضاف إلى الطبعة.قوله: [(مثل أن يظن أن السماء تظله أو تقله)] ما معنى تظله؟ يعني: تكون فوقه كالسقف، [(أو تقله)] معناها تحمله، ولا شك أنها كونها تظله أو تقله معنى أن الله تعالى يكون محتاجاً إلى خلقه، إلى السماء، أو إلى الأرض، أو إلى غير ذلك، وهذا لا شك أنه منفي عن الله تعالى، فالله تعالى هو الحي القيوم، الغني غنى كاملاً تاماً عن خلقه، عن كل شيء، وإنما المقصود أنه في السماء يعني: في العلو، فهذا هو المعنى.وأما ذكره لهذه الآيات فمراده أنه إذا كان الكرسي مثلاً قد وسع السموات والأرض، فكيف بالعرش والعرش أعظم من الكرسي بما لا يقدر قدره إلا الله، فكيف بالله تعالى رب العالمين أن يحيط به شيء، أو أن يحتاج إلى شيء من خلقه سبحانه وبحمده. التالي إثبات القرب لله تعالى وسطية أهل السنة - العلو - المعية السابق إثبات صفة العلو لله تعالى وسطية أهل السنة - العلو - المعية مواضيع ذات صلة معنى (بيده الملك) الله السلام مصير الخلق كلهم إلى الله عز وجل طلب شرح أسماء الله الحسنى عظم شأن التوحيد