ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›الكرامات - الخصال الحميدة›صفات أهل السنة ومنهجهم في الاستدلال صفات أهل السنة ومنهجهم في الاستدلال الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 756 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: النقطة الثامنة تتعلق -طبعاً انتهينا من الكرامات- تتعلق بالموضوع الثاني وهو اسم أهل السنة والجماعة وصفتهم وطريقتهم، والمصنف رحمه الله قال: [ثم من طريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار الرسول صلى الله عليه وسلم باطناً وظاهراً، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة).] قيل المصنف رحمه الله ذكر أنهم [يعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ويؤثرون كلام الله على كلام غيره، ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد]، قال: [وبهذا سموا أهل الكتاب والسنة، وسموا أهل الجماعة.]ثم ذكر الإجماع ومعناه، والمقصود بهذا الكلام: أن أهل السنة والسلف رضي الله عنهم يتبعون ما هو من الشرع من القول، أو الفعل، أو التقرير من كلام الله تعالى، أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم، أو فعله، أو تقريره عليه الصلاة والسلام، ويدخل في ذلك أمر الاعتقاد والأمور العلمية، ويدخل في ذلك أمر العبادة، ويدخل في ذلك أمر الأخلاق، ويدخل في ذلك أمر الدعوة، ويدخل في ذلك أمر المعاملة، فكل ما هو من الشريعة فإنهم لا يخرجون فيه عن هدي القرآن وهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، سواءً كان قولاً، أو فعلاً، أو تقريراً، يعني: إقراراً على أمر، فإن الإقرار من ألوان وأبواب وأصناف السنة النبوية، والمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم أنواع: الأول منه: ما فعله صلى الله عليه وسلم على سبيل التعبد، وهذا يجري فيه قول الله تعالى: ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا))[الأحزاب:21]، وذلك مثل ماذا؟ ما فعله صلى الله عليه وسلم على سبيل العبادة؟ مداخلة: مثل الصلاة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الصلاة، الزكاة، الحج، الصوم، النسك أو الذبح، الأخلاق التي تعامل بها عليه الصلاة والسلام، الحقوق، الواجبات، فكل ذلك فعله صلى الله عليه وسلم على سبيل التشريع، فيجب اتباعه فيه، والتأسي به عليه الصلاة والسلام، هذا نوع.النوع الثاني: ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم اتفاقاً، يعني: من غير تقصد، ولا إرادة بفعله بذاته، فهذا ليس من السنة، مثال ذلك: مثلاً (لما دفع الرسول صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى مزدلفة نزل بالطريق، وقضى حاجته (تبول) صلى الله عليه وسلم، ثم توضأ وضوءاً خفيفاً)، فنزوله في هذا المكان لقضاء الحاجة هل هو أمر تعبدي؟ كلا، وإنما وجد حقناً من بول فنزل وقضى حاجته، (ثم قيل له: الصلاة، قال: الصلاة أمامك)، فهذا الأمر أمر فعله النبي صلى الله عليه وسلم اتفاقاً من غير قصد. ومثل هذا كثير يقع، كونه مثلاً دخل المدينة في يوم كذا، أو دخل مكة في يوم كذا، أو خرج في يوم كذا، هذا ليس مقصوداً فيه أنه يستحب دخول المدينة في هذا اليوم، أو الخروج منها في هذا اليوم، أو دخول مكة في هذا اليوم، أو الخروج منها في هذا اليوم، إنما ورد فيه التعبد مثل مناسك الحج ونحو ذلك، إنما هذه أشياء فعلت اتفاقاً.الأمر الثالث: ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى الطبع، بمقتضى الجبلة، بمقتضى البشرية، مثل ماذا؟مداخلة: مثل الشرب والأكل.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مثل الشرب، الأكل، النوم، هذه الأشياء جبلة الإنسان تقتضيها، فالإنسان يفعلها سواءً كان نبياً، أو ولياً، أو مسلماً، أو أي شيء آخر؛ لأن هذا من جبلة الإنسان، فهذه الأشياء ماذا نقول فيها هل فيها اتباع أو ليس فيها اتباع؟مداخلة: ...الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مطلقاً، ليس فيها اتباع؟مداخلة: ...الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: (هاه) إذاً فصل لي. مداخلة: ... الشرب على اليمين.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، أحسنت، إذاً نقول: إن هذه الأشياء التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى الجبلة أو البشرية ليس فيها اتباع بذاتها، ليس فيها تعبد بذاتها بأكل أو شرب أو غيره، وإنما يكون التعبد والتأسي والاتباع بصفتها وآدابها، مثل الأكل باليمين، مثل التسمية، مثل مثلاً التنفس ثلاثاً، مثل أن يأكل مما أحل الله.. إلى غير ذلك من الأشياء التي هي أنواع من التأديب والتهذيب والتعليم أحاط الإسلام بها مثل هذه الأشياء الجبلية، ولذلك تجد مثلاً للإسلام آداب في الأكل، وصنف فيه العلماء، آداب في الشرب، آداب في النوم، آداب في قضاء الحاجة، آداب في معاشرة الأهل، آداب في كثير من الأمور الجبلية العادية جعلت في هذا الشيء نوعاً من التهذيب، ونوعاً من التأديب، ونوعاً من الرعاية، وأما أصل الشيء فإنه ليس فيه مجال للتعبد به بذاته، وإنما يكون التعبد بالأخلاق والآداب التي تحيط به.النوع الرابع: ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى العادة المتبعة، بمقتضى العادة، عادة البلد الذي هو فيه مكة أو المدينة أو أي بلد آخر، مثل ماذا؟ مداخلة: تطويل الشعر.مداخلة: مثل اللباس.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مثل اللباس، دعونا من إطالة الشعر؛ لأن إطالة الشعر فيه كلام، الفقهاء مختلفون فيه: هل هو بمقتضى العادة أم فيه تشريع؟ ولذلك من العلماء من يقول: إن إطالة الشعر مشروعة أو مستحبة، ويستدلون بحديث: (من كان له شعر فليكرمه)، ومنهم من يقول: إن إطالة الشعر أمر عادي، وليست مشروعة، والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم (لما رأى الغلام الذي حُلِقَ بعض رأسه) كما في حديث أبي داود وأصله في البخاري ، (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احلقوه كله، أو دعوه كله)، وهذا قد يكون أجود والله أعلم، ولكن المقصود أن فيه اختلافاً بين العلماء في الشعر: هل يشرع إطالته أو لا تشرع إطالته؟ هل هو من باب التعبد أو من باب العادة؟ إنما هناك أمر آخر وهو ما يتعلق باللباس، فكون الناس يلبسون الإزار والرداء مثلاً في ذلك العهد، هل نقول: إنه متعبد بهذا بحيث يأتي إنسان يربط له أزرةً ويمشي في الناس تقول: هذا من اتباع السنة، أو كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم.أيضاً فيما يتعلق باللباس عندنا شيء آخر وهو؟مداخلة: العمامة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: العمامة، العمامة يقول العلماء: لا يصح في العمامة حديث، يعني: ورد حديث في فضل العمامة، كلها ليست صحيحة، بل غالبها موضوع، وإنما نقول: العمامة هي أمر كان العرب يلبسونه، كانوا يعتمون، ويضعون العمامة أحياناً بذؤابة وأحياناً بغير ذؤابة، وهي التي ترخى إلى الخلف، فنقول: هذه من الأشياء العادية التي جرى عليها عرف المجتمع، ولهذا لو أن إنساناً خالف عرف مجتمعه في ذلك لم يكن هذا محموداً، بل قد يعاب، ولهذا نقول: ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى العادة المتبعة فليس فيه التأسي بذاته أن يعمل العادة نفسها، ولكن التأسي يكون فيه بأن نفهم أن من المناسب للمسلم والمتبع للنبي صلى الله عليه وسلم أن يوافق ماذا؟ أن يوافق عادات الناس في ما لم يخالف الشرع، فلو كانت عادات الناس -مثلاً- مخالفة للشريعة كإسبال الإزار مثلاً، أو لبس الحرير، فإننا نقول: لا يجوز فعل هذه العادة ولو كانت عادة؛ لمخالفتها للشرع، لكن إذا كانت عادة مباحة، مثل كون الناس يلبسون (الشماغ)، وإن كان يمكن كثير من الناس لا يحب لبس (الشماغ)، يعني: مشكل عليك (الشماغ) كيف تصلحه، وفي الصلاة مرة يذهب ذات اليمين، ومرة ذات الشمال، وفعلاً (الشماغ) امتحان، لكن ما دام الناس اعتادوا على هذا الأمر، فكون الإنسان يلبسه فليس عليه في ذلك حرج، بل هو الأفضل أن يوافق الإنسان الناس؛ لأنه لو خرج إنسان من العقلاء المعروفين وهو حاسر الرأس، لا (شماغ)، ولا (كوفية)، ولا قلنسوة، فإن الناس يرون هذا الإنسان أنه يكون أصابه شيء، أو لا؟هذا هو الغالب، فيراعي الإنسان مثل هذه المعاني، لكن إذا خرج إنسان إلى استراحة، أو مجموعة من الأصدقاء، ما هو الأفضل له؟ أن يرفع الكلفة؛ ولهذا قال الإمام الشافعي رحمه الله قال: من المروءة ترك المروءة في البستان، يعني: إذا ذهبت مع أصدقائك. مداخلة: ترك الوقار.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أو ترك الوقار، إذا ذهبت مع أصدقائك اترك التكلف والأشياء التي تفعل مراعاةً لحال المجتمع وعرف المجتمع.(طيب)، إذاً هذا مما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحوال، والحديث الذي ذكره المصنف رحمه الله في قوله: [أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بسنتي..)]حديث أبي نجيح العرباض بن سارية قال: (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع، فأوصنا، قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، عليكم بالسمع والطاعة، وإن أمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً..) إلى آخر الحديث. والحديث رواه أحمد و أبو داود و الترمذي ، وقال الترمذي : حسن صحيح، ورواه الحاكم أيضاً و الدارمي و ابن حبان وصححه ابن حبان ، وصححه جماعة كما ذكرنا الترمذي أو حسنه، و الذهبي ، و ابن حبان ، و ابن القيم أيضاً، و ابن تيمية رحمهم الله جميعاً، ومن المتأخرين الألباني ، وطعن آخرون في إسناده، كذلك ابن عبد البر أنه صححه و البزار ، وطعن في سنده بعض الباحثين المعاصرين، وجرى في هذا مرادّة بينه وبين الشيخ الألباني ، والحقيقة ممن تكلم وأجاد في سند الحديث ومتنه الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرحه للأربعين النووية شرحه لهذا الحديث، وكأن الحديث يكون قوياً بمجموع طرقه والله أعلم. والمقصود أن أهل السنة رحمهم الله أنهم -كما ذكر- يتبعون وصية النبي صلى الله عليه وسلم في اتباعه واتباع سنة الخلفاء الراشدين والأخذ بالكتاب والسنة، فإن الكتاب هو أصدق الكلام، ((وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا))[النساء:87]، والسنة أيضاً: (خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم) كما في حديث مسلم عن جابر ، قال: (وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم)، ويؤثرون كلام الله على كلام أصناف الناس. ثم ذكر الاجتماع والجماعة، الاجتماع أو الجماعة قالوا: أهل السنة والجماعة ، الجماعة يطلق على معنيين: يطلق على الاجتماع، ويطلق على المجموعة، يعني: أنه يطلق على المصدر ويطلق على الطائفة، ولهذا نحن نقول الآن: أنه جرت العادة يقال: جماعة فلان، الجماعة الفلانية، ويقصد المجموعة من الناس، كما أن الجماعة يعني: الاجتماع، ولهذا تقول: عليك بالجماعة، يعني: بالاجتماع على الخير، وليس بالضرورة أن يكون المقصود جماعة يعني: طائفة بعينها، أو فئة لها ترتيب خاص، واعتبار خاص، ووجود قائم بذاتها، وإنما المقصود الاجتماع على الخير والطاعة، فهذا يدخل فيه المعنيان. التالي الأصل الثالث: الإجماع الكرامات - الخصال الحميدة السابق الكرامة استثناء من الأسباب الكرامات - الخصال الحميدة مواضيع ذات صلة رفض النبي صلى الله عليه وسلم لعرض المشركين كان قاطعاً منذ البداية نماذج من أنواع العلوم والمكاشفات الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال أهم متون العقيدة المقصود بالجماعة في قوله: (أهل السنة والجماعة)