ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›الكرامات - الخصال الحميدة›الكرامة استثناء من الأسباب الكرامة استثناء من الأسباب الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1351 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: النقطة السابعة: أن الكرامة كما ذكر العلماء والسلف هي أمر خارق للعادة، إذاً هي استثناء في الواقع، استثناء من ماذا؟ استثناء من الأسباب، من قانون الأسباب الجارية الماضية، التي جرت العادة بها، فالإنسان جرت العادة أنه يحتاج إلى الأكل، ويحتاج إلى الشرب، ويحتاج إلى أن يفعل الأسباب حتى يحصل على المطلوب، ويحصل على المراد، فمسألة الكرامة هذه تكون استثناء لبعض الأشخاص في بعض الأحيان، وإذا كان ذلك كذلك وأن الكرامة استثناء من الاطراد الاعتيادي المعروف عند الناس، فإنه ينبغي أن يعرف أن الله تبارك وتعالى لم يتعبدنا بانتظار الكرامات، أو توقعها، أو البناء عليها، فلا يجوز لإنسان مثلاً أن يسافر إلى البر على قدميه بلا زاد، ولا طعام، ولا شراب، كما القائل يقول: إذا كنت في كل حال معي فعن حمل زادي أنا في غنى فنقول: أن يسافر الإنسان مثلاً في الصحراء بلا زاد، ولا طعام، ولا شراب، ولا حماية، ويقول مثلاً: أنا أنتظر كرامة من الله تعالى، أنتظر دلواً ينزل من السماء ويسقيني، وأنتظر شجرة أهزها فتساقط علي رطباً جنياً، وأنتظر ملكاً يحميني، فهذا مخالف للشريعة، وكون هذا حصل لأحد في ظرف معين بإرادة الله تعالى شيء يقوم الإنسان يعمل خلاف المشروع، وينتظر أن تنزل عليه كرامة فإنه قد يحرم من ذلك عقوبةً له على مخالفته لشريعة الله تبارك وتعالى. فلا يجوز للمسلم أن يخاطر بنفسه، ولا بأهله، ولا بولده، ولا بأحد من المسلمين انتظاراً لكرامة يتوقع أن تأتيه، بل يجب على المسلم السعي في ترتيب الأمور، وفعل الأسباب، والتذرع إليها. ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم لما أراد مثلاً فتح مكة ، وكذلك الهجرة، وكذلك في كل أعماله صلى الله عليه وسلم كان يستخدم الأسباب كلها، لما أراد فتح مكة مثلاً جهز الناس، وأمرهم بالاستعداد، ووضع لأنقاب المدينة رجالاً يمنعون وصول الخبر، ولما تسرب الخبر عن طريق حاطب عن طريق رسالة، أرسل صحابة للحصول على هذه الرسالة، ومنع وصولها إليهم، حتى استطاع صلى الله عليه وسلم أن يفاجئ أهل مكة دون أن يكون عندهم خبر، وفي هذا الجم الغفير من الصحابة الذين الغبار يتصاعد إلى أفق وجو السماء، ومع ذلك لم تعلم به قريش بسبب كثرة الاحتياطات والتحريات.وهكذا استعان بالأسباب الشرعية وهي الدعاء، فكان صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم عمِّ عليهم الأخبار)، ثم لما فعل الأسباب المادية، وفعل الأسباب الشرعية حينئذ جاءته الآية، أو جاءته المعجزة وذلك أن هذا الخطاب الذي تسرب أنزل الله تعالى خبراً لرسوله صلى الله عليه وسلم أن حاطباً أرسل خطاباً مع هذه المرأة، فهكذا تكون الكرامات، ويكون التسديد الرباني لمن فعل الأسباب المادية، والأسباب الشرعية، وتذرعوا بها.فهذا الجانب مهم جداً، ولذلك العبد إذا وقع في حال من الأحوال الله تعالى قد ينعم عليه بإنقاذه منها، وقد يبتليه بالبقاء فيها، والإنعام كرامة بالبقاء، والابتلاء كرامة، والمؤمن في خير إذا أطاع الله تعالى واتقاه ورضي بقضائه وقدره. التالي صفات أهل السنة ومنهجهم في الاستدلال الكرامات - الخصال الحميدة السابق التفريق بين التكذيب بكل ما يحكى من الكرامات وأصل الكرامة الكرامات - الخصال الحميدة مواضيع ذات صلة إعداد رجل العقيدة الخصال الحميدة التي يتميز بها أهل السنة أهمية العناية بالعقيدة العقيدة المسائل العلمية الاعتقادية منها فروع وأصول