ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›الكرامات - الخصال الحميدة›الفرق بين الكرامة والمعجزة الفرق بين الكرامة والمعجزة الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 766 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: النقطة الرابعة في الباب: الفرق بين الكرامة، والمعجزة، والحال الشيطانية، هذه ثلاثة أشياء، لا بد من التفريق بينها.أما الكرامة فقد عرفناها، وهي: أمر خارق لجاري العادة الكونية، يمضيها الله سبحانه وتعالى لولي من أوليائه، فهذه جرى الاصطلاح بتسميتها: كرامة، وقد ذكرنا نماذج منها. أما المعجزة: فإنها الخارق للعادة الذي يقع لنبي من أنبياء الله تعالى وليس لولي، والقرآن سماها (آية)، فالآيات هي معجزات الأنبياء، وسميت بالآيات في القرآن الكريم في مواضع عدة، وأيضاً النبي صلى الله عليه وسلم سماها آية كما في قوله عليه الصلاة والسلام: (ما من الأنبياء من نبي إلا وأوتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله تعالى إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة).فمعجزات الأنبياء تسمى الآيات، والمتأخرون قد يطلقون عليها لفظ المعجزات، والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أشار إلى الآية الكبرى وهي القرآن الكريم، والقرآن لا شك أنه معجزة وآية وتحدي، ولهذا تحداهم الله تعالى أن يأتوا بحديث مثله، أو بآية، أو بسورة، وانقطعوا وعجزوا وهم أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان. آياته كلما طال المدى جدد يزينهن جلال العتق والقدم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي)، هذا لا ينفي الآيات الأخرى للنبي صلى الله عليه وسلم، بل القرآن نفسه ذكر بعض هذه الآيات، مثل ماذا؟ الآيات التي حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم وذكرها الله في القرآن مثل ماذا؟مداخلة: انشقاق القمر.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مثل انشقاق القمر، ((اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ))[القمر:1]، ماذا؟مداخلة: ((وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى))[النجم:13].الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ((وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى))[النجم:13]، لكن هذا المقصود في الآية ما يشترك به الناس معه، ويرونه الناس ليكون حجةً عليه. فالمقصود أن القرآن ليس هو الآية الوحيدة للنبي صلى الله عليه وسلم، لكنه هو أعظم الآيات؛ لأن له الخلود والبقاء، ولهذا قال: (فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة)؛ لأن الآيات يستفيد منها الناس الذين رأوها، وعاينوها أحياناً، وربما لا يستفيدون منها، كما قال الله سبحانه وتعالى: ((وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ))[القمر:2]، فأحياناً حتى الذين شاهدوا الآيات ورأوها عياناً قد يكذبون، ويدعون أنها سحر أو غير ذلك، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة)؛ لأن القرآن فيه من الإعجاز.. الإعجاز اللفظي، والإعجاز العلمي، والإعجاز اللغوي، والإعجاز البياني، والإعجاز التشريعي ما لا ينقطع أبداً، وكلما تجدد للناس علم وجدوا في القرآن الآيات والحجج، كما قال الله سبحانه وتعالى: ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهمْ أَنَّهُ الْحَقُّ))[فصلت:53]، فهذا معنى الحديث، ولا يعني قصر آيات النبي صلى الله عليه وسلم على القرآن وحده كما ظنه بعضهم.من آيات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ما يكون من جنس كرامات الأولياء، كما في قوله تعالى: ((قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ))[الأنبياء:69]، وكما في كون الله سبحانه وتعالى جمد البحر لـموسى حتى مشى عليه هو ومن معه من بني إسرائيل. ومنها: ما يكون أمراً غير مقدور أصلاً للناس، ولا متصور إلا بقدرة إلهية محضة، مثل موضوع انشقاق القمر، وكون الناس كلهم يرونه نصفين في مكة وفي غير مكة ، وليس أمراً مقصوراً عليه، فهذه آية ربانية محضة. يقول العلماء: إن هذه تكون خاصةً بالأنبياء، الأشياء التي تكون للأنبياء آيات، وللأولياء كرامات، بحيث إن المقصود هنا أن آيات الأنبياء منها ما لا يقدر عليه الثقلان، وإنما هو بقدرة الله المحضة، وقد يقع شيء للأنبياء كما يقع للأولياء مثلما ذكرنا في قصة أبي مسلم الخولاني مع مشابهتها لـإبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكذلك ورد في قصة موسى وكون الله سبحانه وتعالى أجراهم على البحر، وجرى هذا لبعض السابقين أنهم مشوا على البحر، واجرى لهم الله تبارك وتعالى هذه الآية. وهذه الكرامات التي يجريها الله تعالى للأولياء قد تكون تثبيتاً لشخص الولي، وقد تكون نصرةً للدين أو للمذهب، للملة التي يدين بها للإسلام، أو دعماً له في مواقف جهادية، ومواقف دعوية كما كان مثل أبي سليمان خالد بن الوليد رضي الله عنه، قيل: إنه أكل السم، وهذا ذكره ابن كثير وذكره غير واحد، وكان في ذلك نوع من إقامة الحجة والبيان على خصومه، ومع ذلك فإن الشرط في موضوع كرامات الأولياء أن تقع لرجل صالح، لولي من أولياء الله، مستقيم على شريعة الله، عامل بالكتاب والسنة، وهذا هو الذي يفصل بينهم وبين المخاريق التي تقع للأدعياء على يد الشياطين، أو على يد الجن أو غيرهم، فإن الشياطين أو الجن قد يعملون أعمالاً مثل إحضار شيء غير موجود، نقل فاكهة غير موجودة، نقل شخص بسرعة من مكان إلى آخر.. إلى غير ذلك مما قد يقع لهم، وهذه تعتبر مخاريق شيطانية وحيل وألاعيب، والعلامة أن لا يكون أهلها والقائمون بها من أهل الخير والاستقامة والصلاح، وإنما يكونون بضد ذلك.وهناك أمر رابع أيضاً وهو الحيل الرياضية التي قد تقع اليوم، وربما يشاهدها البعض، وتكون نتيجة تدريب بدني للإنسان، أو خصوصية تكوينية لجسد الإنسان بمعزل عن افتعال شيء غير مقدور عليه، مثل بعض الناس قد يقوم بحركات معينة تكون في الأصل غير مألوفة، والإنسان العادي قد لا يقدر عليها، وليست من باب مخاريق الشياطين، وإنما هي من باب قدرة رياضية بدنية محضة بسبب تدريب تلقاه هذا الإنسان، والفرق بين هذه الأشياء يحتاج إلى فهم وفقه وعلم على كل حال. التالي التصديق بكرامات الأولياء الكرامات - الخصال الحميدة السابق الكرامات المأثورة الكرامات - الخصال الحميدة مواضيع ذات صلة العمل بخبر الآحاد في العقائد ومعنى تقديم مالك لعمل أهل المدينة عليه سبب تسمية (أهل السنة) بهذا الاسم نماذج من أنواع القدرة والتأثيرات مراعاة أحوال القوة والضعف عند التعامل مع الآخرين مع الحفاظ على الأصول وعدم التفريط فيها بين يدي الحديث