ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›الكرامات - الخصال الحميدة›الكرامات المأثورة الكرامات المأثورة الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 649 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وهذا أشار إليه المصنف، قال: [وكالمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها؛] لأن قصة أصحاب الكهف وما أجرى الله تعالى فيها، وكيف أنهم لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً، وبعثهم الله سبحانه وتعالى، وحفظ أجسادهم.. إلى غير ذلك مما قصه الله علينا من خبرهم، فإن هذه من كرامة الأولياء، وهم كانوا شببة صالحين، أبناء نعمة، وأبناء سلطان، وأبناء جاه، لكنهم اهتدوا إلى ربهم، وكفروا بملة قومهم الوثنية، فحفظهم الله تبارك وتعالى كما في تفصيل القصة.ومن ذلك أيضاً قصة مريم كما أشرنا إليها قبل قليل، ومن ذلك قصة الرجل الذي حكاه الله لنا في سورة البقرة: ((فَأَمَاتَهُ اللهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ))[البقرة:259] إلى آخر الآية، فهذه كلها من الكرامات التي يختارها الله تعالى لمن يشاء من عباده.ومن ذلك ما جرى لبعض الصحابة رضي الله عنهم، فإنه جرى للصحابة عدد من الكرامات، ومنها ما هو في الصحيحين، من ذلك مثلاً قصة ( أسيد بن حضير ، و عباد بن بشر ، فإنهم جلسوا عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء، ثم خرجوا من عنده، فأضاء عصا أحدهما، فكانوا يستضيئون بها، ويمشون بضوئها، فلما تفرقا أضاء لكل واحد منهما عصاه)، والحديث متفق عليه.وهكذا أيضاً في قصة أسيد بن حضير نفسه وقصته في الصحيحين: (لما كان يقرأ القرآن في الليل وقرأ سورة البقرة أو سورة الكهف على اختلاف الروايات، فرأى في السماء أمثال القناديل، رأى أمثال الظلة، وجالت الفرس، وكان عنده غلام فخشي أن تقع عليه الفرس، فخفض القراءة فارتفعت، ثم قرأ فعادت وخفض، ولما أصبح قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر، فكان عليه الصلاة والسلام يقول له: اقرأ يا ابن حضير ، اقرأ أبا يحيى اقرأ أبا يحيى ، فقال: يا رسول الله كان يحيى قريباً مني فخشيت عليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: تلك الملائكة تنزلت لقراءة القرآن، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس لا تتوارى منهم)، فهذه أيضاً من الكرامات التي يجريها الله تعالى لمن شاء من عباده.وهذه الكرامات في الصحابة لم تكن كثيرة؛ لأن الصحابة كان عندهم من قوة الإيمان واليقين، والمعرفة بالله تبارك وتعالى، والتعبد والتأييد ما لم يكونوا يحتاجون معه إلى كثير شيء من هذا، بينما تجدها في التابعين وأتباعهم أكثر و ...، ولذلك تجد من رووا ذلك واعتنوا به كـأبي نعيم ، و ابن الجوزي ، وغيرهم. وكذلك الإمام اللالكائي في مصنفه تجدهم أطنبوا وكثروا فيما يروى ويذكر عن التابعين رضي الله عنهم وأتباعهم في أمر الكرامات، وإن كان كثير من ذلك يحتاج إلى توثق وتثبت من صحة أسانيده، فأنت تجد ما يروى عن الصحابة وهو في الصحاح، وأسانيده بينة، بينما تجد كثيراً مما يروى عن التابعين يكون هناك تسامح في نقله، ومنه خير طيب يصح. من ذلك مثلاً كرامة أبي مسلم الخولاني ، وقد حصل له أكثر من كرامة، منها: (أن الأسود العنسي الذي ادعى النبوة في اليمن أنه أتى به وقال: تشهد أني رسول الله؟ فقال: لا أسمع، قال: تشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: صلى الله عليه وسلم، أشهد أن محمداً رسول الله، فأوقد له ناراً وألقاه فيها، وخرج منها سالماً معافى، وجاء إلى عمر رضي الله عنه فرآه عمر في المسجد وجاء إليه وقال له: من أين أنت؟ قال: من أهل اليمن ، قال: ما فعل صاحبكم الذي ألقاه مدعي النبوة في النار؟ قال: ذاك فلان ابن فلان، قال: سألتك بالله أنت هو؟ وكان هذا من تحديث عمر رضي الله عنه، فقال عمر : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم أجرى له الله تعالى آية إبراهيم : ((قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ))[الأنبياء:69]، ففعل الله تعالى به كما فعل بـخليل الرحمن ).فهذه نماذج من المعجزات أو الكرامات التي أجراها الله سبحانه وتعالى، والواقع أنه كما ذكرت أن كثيراً من هذه الكرامات المروية عن التابعين يكون في أسانيدها شيء كثير منها، وكثير منها أيضاً يصح كما ذكرت نموذجاً لذلك. التالي التصديق بكرامات الأولياء الكرامات - الخصال الحميدة السابق من هم الأولياء؟ الكرامات - الخصال الحميدة مواضيع ذات صلة رفض النبي صلى الله عليه وسلم لعرض المشركين كان قاطعاً منذ البداية الكرامة استثناء من الأسباب طريقة السلف في تقرير العقيدة خطر البدعة ومنزلة العقيدة من الدين إنكار الرسول صلى الله عليه وسلم على الخطيب بين يديه