ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›الصحابة›قواعد عامة في التكفير قواعد عامة في التكفير الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1030 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بسم الله الرحمن الرحيم.إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه ليلة الثلاثاء (6) من شهر جماد الأولى من سنة (1423 للهجرة)، وعندنا في هذا اليوم الدرس السادس من دروس العقيدة الواسطية .وقبل الولوج إلى موضوع اليوم وهو موضوع الصحبة والصحابة، أمس أو قبله ذكرنا في موضوع العقيدة الواسطية لما تحدثنا في موضوع التكفير، ذكرت قواعد عامة، وأحببت أن أشرككم في كلمات مختصرة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجمل اعتقاد السلف، فقد سئل الشيخ رحمه الله عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة)، وتكلم بكلام مفيد مهم، أقرأ منه باختصار، وأحيل إليه؛ لأنه في الجزء الثالث من الفتاوى صفحة ثلاثمائة وخمس وأربعين وما بعدها، لكن مما قال، قال: "فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع كان من أهل السنة والجماعة" ، ثم تكلم عن تعيين هذه الفرق بكلام يطول، ومما قاله رحمه الله يقول: "وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة، الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، وأعظمهم تمييزاً بين صحيحها وسقيمها، وأئمته الفقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها، واتباعاً لها تصديقاً وعملاً وحباً وموالاةً لمن والاها، ومعاداةً لمن عاداها..". إلى آخر ما قال رحمه الله في هذه الفقرة.ثم قال فيما يتعلق بموضوع التكفير وهو بيت القصيد هنا قال: "وفصل الخطاب في هذا الباب بذكر أصلين: أحدهما: أن يعلم أن الكافر في نفس الأمر من أهل الصلاة، الكافر من أهل الصلاة، لا يكون إلا منافقاً؛ لأن الله منذ بعث محمداً صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرآن، وهاجر إلى المدينة صار الناس ثلاثة أصناف: مؤمن به، وكافر به مظهر الكفر، ومنافق مستخف بالكفر، ولهذا ذكر الله تعالى هذه الأصناف الثلاثة في أول سورة البقرة، ذكر أربع آيات في نعت المؤمنين، وآيتين في الكفار، وبضع عشر آية في المنافقين"، وذكر الآيات المتعلقة بهذا الموضوع.ثم قال رحمه الله: "وإذا كان كذلك" يعني أنه أي إنسان يصلي لا يخلو من أمرين: إما أن يكون يصلي لله فالأصل فيه أنه مسلم، أو يصلي نفاقاً فهذا منافق لا إشكال فيه.فقال: "فكذلك أهل البدع فيهم المنافق الزنديق" الذي هو يبطن النفاق لكنه يظهر الإيمان. "فهذا كافر، ويكثر مثل هذا في الرافضة و الجهمية ؛ فإن رؤساءهم كانوا منافقين زنادقة، وأول من ابتدع الرفض كان منافقاً، وكذلك التجهم فإن أصله زندقة ونفاق".قال: "ومن أهل البدع من يكون فيه إيمان باطناً وظاهراً، لكن فيه جهل وظلم، حتى أخطأ ما أخطأ من السنة، فهذا ليس بكافر ولا منافق، ثم قد يكون منه عدوان وظلم يكون به فاسقاً أو عاصياً، وقد يكون مخطئاً متأولاً مغفوراً له خطأه، وقد يكون مع ذلك معه من الإيمان والتقوى ما يكون معه من ولاية الله تعالى بقدر إيمانه وتقواه، فهذا أحد الأصلين.الأصل الثاني: أن المقالة قد تكون كفراً، كجحد وجوب الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وتحليل الزنا، والخمر، والميسر، ونكاح ذوات المحارم". قد تكون المقالة كفراً، هذا كفر لا خلاف في أنه كفر بذاته.قال: "ثم القائل بها قد يكون بحيث لم يبلغ الخطاب، وكذا لا يكفر به جاحده" أو "وهذا لا يكفر به جاحده كمن هو حديث عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة لم تبلغه شرائع الإسلام، فهذا لا يحكم بكفره لجحد شيء مما أنزل الله على الرسول إذا لم يعلم أنه أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم".قال رحمه الله: "ومقالات الجهمية هي من هذا النوع، فإنها جحد لما هو الرب تعالى عليه، ولما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، وتغلظ مقالاتهم من ثلاثة أوجه: أحدها: أن النصوص المخالفة لقوله في الكتاب والسنة والإجماع كثيرة جداً مشهورة، وإنما يردونها بالتحريف.الثاني: أن حقيقة قولهم: تعطيل الصانع وإن كان منهم من لا يعلم أن قولهم: يستلزم تعطيل الصانع".فكما أن أصل الإيمان الإقرار بالله، فأصل الكفر الإنكار لله.الثالث: أنهم يخالفون ما اتفقت عليه الملل كلها، وأهل الفطر السليمة كلها، لكن مع هذا قد يخفى كثير من مقالاتهم على كثير من أهل الإيمان، حتى يظن أن الحق معهم لما يريدونه من الشبهات، ويكون أولئك المؤمنون مؤمنين بالله ورسوله باطناً وظاهراً، وإنما التبس عليهم واشتبه هذا كما التبس على غيرهم من أصناف المبتدعة، فهؤلاء ليسوا كفاراً قطعاً، بل قد يكون منهم الفاسق والعاصي، وقد يكون منهم المخطئ المغفور له، وقد يكون معه من الإيمان والتقوى ما يكون معه به من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه، وأصل قول أهل السنة الذي فارقوا به الخوارج و الجهمية و المعتزلة و المرجئة : أن الإيمان يتفاضل ويتبعض، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان)، وحينئذ فتتفاضل ولاية الله وتتبعض بحسب ذلك.." إلى آخر ما قال رحمه الله.فالمقصود هنا التأكيد على هذين الأصلين: الأصل الأول: أن المصلي في الأصل من أهل القبلة، صلاته إما أن تكون على سبيل النفاق فيكون منافقاً، أو تكون على سبيل الإيمان، فيكون الأصل فيه أنه من المسلمين.الأصل الثاني: أن المقالة قد تكون كفراً ويدرأ الكفر عن قائلها لسبب من الأسباب، كأن يكون جاهلاً، أو متأولاً كما ذكر رحمه الله.وهذه الأصول لا تمنع أبداً من الحكم بالكفر على المعين إذا قامت عليه الحجة، لكن إقامة الحجة ليست أمراً يخضع للهوى، بحيث أنه أي إنسان قد يرى أنه أقام الحجة، ثم يستعجل في تكفير الناس، ودعوني أحدثكم خبراً وقع لي مباشرةً بلا واسطة، فكنت يوماً من الأيام لما كنا في السجن، كان هناك أحد الناس مبتلى بالتكفير، فخرجت معه يوماً من الأيام عقب وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في أيام، وقلت له مداعباً ممازحاً ومستطلعاً أيضاً، قلت له: ما رأيك لو كنا نستطيع أن نذهب إلى الحرم لنصلي على الشيخ رحمه الله تعالى، فقال لي: لا أكتمك لو كنت حاضراً ما صليت عليه، قلت له: ولم؟ هل تراه كافراً؟ قال: والله لا أكفره، أنا أتوقف في تكفيره؛ لأنني لم أقم الحجة عليه! فهذا الإنسان هو بسيط في معلوماته وفي فهمه وفي إدراكه، ليس بذاك يعني، ومع ذلك هو يريد أن يقيم الحجة على مثل الشيخ ابن باز رحمه الله، فهذه من الأمور الصعبة، بعض الناس قد يحدث أشخاصاً بكلمات، ويرى أن الحق القطعي معه، وأنه أقام الحجة عليهم، ثم يعطيهم كروتاً حمراء، ويخرجهم من الملة بسهولة، فمسألة إقامة الحجة قضية، إنما يختص بها أهل العلم الذين لديهم الفهم، والإدراك، ومعرفة النصوص الشرعية، ومواطن الإجماع، ومواطن الاختلاف، والأشياء التي تعتبر من العلم الضروري، والتي لا تعتبر كذلك؛ لئلا يصبح الكفر ألعوبةً في أيدي الناس، كل من خالف شخصاً حاول أن يكفره أو يرميه بالنفاق أو ما أشبه ذلك، فهذا لا بد من التوقي فيه والحذر. التالي موقف أهل السنة من الخلافة الصحابة مواضيع ذات صلة حكم الختان والردة في الإسلام وتخوف غير المسلمين من الدخول في الإسلام بسببهما التحذير من تكفير المسلمين جواز إطلاق لفظ الكفر على بعض المعاصي غلاة الشيعة وتكفير المسلمين قاعدة: (من لم يكفر الكافر فهو كافر)