ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›الإيمان وأركانه - إثبات الصفات›ظهور أول خلاف عقدي وبيان أسبابه ظهور أول خلاف عقدي وبيان أسبابه الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1059 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: سابعاً: أول خلاف ظهر في هذه الأمة هو خلاف الخوارج الذين كفروا الفاسق الملي وعدوه خالداً مخلداً في النار، وهؤلاء ظهروا في آخر عهد الخلفاء الراشدين أيام الفتنة بين الصحابة رضي الله عنهم، وبدعتهم وفتنتهم ظاهرة مشهورة، حتى إنها جاءت في السنة الصحيحة أحاديث كثيرة تشير إلى خروجهم وظهورهم، ولعله لا يكاد يثبت في السنة والله أعلم من الأحاديث في ظهور بدعة ما ثبت في أمر الخوارج؛ وذلك لقرب ظهورهم، وأيضاً لشدة خطرهم وعظيم أثرهم على الإسلام، والانشقاق الكبير الذي أحدثوه في الأمة الإسلامية.ثم بعد ذلك ظهرت فتنة القدرية الذين ينفون القدر ويقولون: إن الأمر أنف كما جاء في هذا عدد من الروايات، وأدركه جماعة من الصحابة كـعبد الله بن عمر وغيره، وكان ذلك زمن الفتنة بين ابن الزبير وبين بني أمية، فكانت فتنة القدرية الذين ينكرون القدر، ويقولون: إن الأمر مستأنف، وإن الإنسان هو الذي يخلق أفعال نفسه تأتي بعد ذلك، وفي آخر المائة الأولى وأوائل المائة الثانية ظهر الخلاف في أسماء الله تعالى وصفاته، وظهر القول بالإرجاء في مسألة الإيمان، ويبدو أن سبب ظهور هذه المقالات وهذه المذاهب والله أعلم يعود إلى عدة أمور؛ لأنه ليس من هدفنا الآن أن نتحدث أو نوغل في مثل هذه الأقوال والمقالات، ولها كتبها المتخصصة بها، وإنما أردت أن ألقي نظرة سريعة على أسباب ظهور هذه المقالات، فلاحظت أن هناك أربعة أسباب واضحة:الأول منها: عدم الاطلاع على نصوص الكتاب والسنة، وعلى أقوال الصحابة رضي الله عنهم، وذلك نتيجةً لنقص الاجتهاد، فإن بعض من تكلموا في مثل هذه المسائل أوتوا من قبل نقص العلم عندهم، فترتب على ذلك أن قالوا بمقالات مخالفة للكتاب والسنة وأقوال الصحابة، بل ولإجماع الصحابة بسبب نقص علمهم، ونقص اجتهادهم.السبب الثاني: التأثر بالمدارس الفلسفية الإغريقية والفارسية والهندية التي ترجم بعض كتبها في وقت متأخر يتداولها الخاصة من المسلمين، وهذا ولَّد عند بعض الناظرين والكاتبين في مثل هذه العلوم نوعاً من الهوى الظاهر، أو الهوى الخفي الذي حجبهم عن الحق.إذاً السبب الأول يتعلق بتقصير في الاجتهاد، ونقص في العلم. السبب الثاني يعود إلى نوع من الهوى الذي تشربته قلوب بعض الناس بسبب قراءتهم للتراث الإغريقي أو غيره، وبعض المدارس الفلسفية تتأثر بها، وحجبتهم عن رؤية الحق الصراح في الكتاب والسنة.السبب الثالث: الاضطراب السياسي والفكري الذي يتصاعد في أزمنة الفتن والخلاف داخل المجتمع الإسلامي، فنحن نجد أنه في الخلاف في الأول بين الصحابة رضي الله عنهم ظهرت فتنة الخوارج، وفي الخلاف الثاني بين بني أمية و ابن الزبير ظهرت فتنة القدرية ، وهكذا يبدو أنه في كل خلاف يحتدم بين أطراف الأمة يصبح عند الناس نوع من القلق، ونوع من التوتر، ونوع من عدم الاستقرار، يتولد عنه عدم انضباط، وعدم التزام، ويظهر نتيجةً لذلك بعض الأقوال، وبعض المدارس الفكرية.الرابع: ردود الأفعال، فإنه يغلو قوم في أمر من الأمور ويبالغون في إثباته، فيخرج نتيجةً لذلك آخرون يغلون في النفي كردة فعل للأولين، فمثلاً الخوارج الذين غلوا حتى عدوا أن فاعل المعصية أو مرتكب الكبيرة كافراً في الدنيا، مستحقاً للقتل، خالداً مخلداً في نار جهنم، وبالغوا في هذا بزعم أن هذه من الغيرة على الدين، وأن هذا من تعظيم الحرمات، وتمسكوا ببعض ظواهر النصوص، قابلهم في ذلك المرجئة الذين بالغوا في التهوين حتى كان ينقل عن بعضهم بأنه كان يقول: فأكثر ما استطعت من الخطايا إذا كان القدوم على كريم ونقل عن بعضهم أنهم كانوا يرون أنه لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة، نقل هذا عن بعضهم وعن بعض غلاتهم.فالمقصود أن المبالغة في الإثبات كذلك يأتي قوم فيبالغون في نفي أسماء الله تعالى وصفاته، ويظنون أن هذا نوعاً من التنزيه لله تعالى، والتعظيم له، وعدم التشبيه، وهذا انحراف عندهم، فيتولد عن ذلك انحراف آخر فيأتي ... ويبالغون في الإثبات، كما نقل عن هشام بن الحكم وغيرهم وبعض الرافضة وبعض الجهلة في أهل الحديث أنهم بالغوا في إثبات الأسماء والصفات حتى شبهوا الله تعالى بخلقه، كما ذكر ذلك الإمام ابن تيمية وغيره، فردود الأفعال فإنما تكون سبباً في مثل هذه الأخطاء وهذه الانحرافات، وظهور هذه المدارس. التالي مصدر تلقي العقيدة الصحيحة الإيمان وأركانه - إثبات الصفات السابق تقسيم الشريعة إلى أصول وفروع الإيمان وأركانه - إثبات الصفات مواضيع ذات صلة عناية كتب السنة بالعقيدة والعمل الكرامة استثناء من الأسباب مشاركة حسام الغامدي.. الاستخلاف في الأرض وعبادة الله تعالى فساد العقيدة وانتشار الشرك لا تعارض بين العقل والنقل مطلقاً