ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›الإيمان وأركانه - إثبات الصفات›تقسيم الشريعة إلى أصول وفروع تقسيم الشريعة إلى أصول وفروع الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 868 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: سادساً: يقسم العلماء الشريعة إلى أصول وإلى فروع، ويظهر أنه لا إشكال في هذا التقسيم، مجرد التقسيم لا إشكال فيه، باعتباره تقسيماً تعليمياً أو اصطلاحياً أو ما أشبه ذلك، ولهذا اعتمده كثير من المصنفين، حتى إني وجدت أن ابن تيمية نفسه رحمه الله له في الفتاوى أكثر من ثلاثين موضعاً ذكر فيها مسألة التقسيم والأصول والفروع على سبيل الإقرار والاعتماد لا على السبيل النفي والإنكار، ونحن نعرف كتاب الفروع لـابن مفلح وهو ممن أخذوا عن الإمام ابن تيمية رحمهم الله جميعاً.إذاً مجرد التقسيم إلى أصول وإلى فروع ليس فيه فيما يبدو إشكال، فهي قسمة علمية قسمة منطقية لا بأس بها، وإنما الاعتراض الذي أبداه الإمام ابن تيمية رحمه الله وغيره على هذا يتعلق بتعريف هذه الأنواع أو تقسيمها، أو يتعلق بالنتائج التي تترتب عليها، فمثلاً بعض الناس يرون تأثيم المجتهد في الأصول، ولا يرون تأثيم المجتهد في الفروع، فهؤلاء ممن أنكر عليهم الإمام ابن تيمية رحمه الله، وقال: إن هذا التفريق لا دليل عليه في الكتاب ولا في السنة، ولم ينقل عن أحد من السلف أنهم فرقوا في الاجتهاد بين هذا وذاك فأثموا هذا ولم يأثموا ذاك. هذا نوع.كذلك أن بعضهم يقولون بناءً على هذه القسمة: إن الشريعة جاءت بإثبات الفروع، وأما الأصول تثبت بالعقل، وهذا أيضاً مما يرد عليهم أن الشريعة إذا أثبتت الفروع فمن باب أولى أن تثبت الأصول، ومن غير الواضح ومن غير الصحيح أن تأتي الشريعة ببيان بعض الفروع التي يسهل ويسوغ الخلاف فيها، وتهمل وتترك الأصول التي يرد إليها غيرها، وينبغي أن تكون محل إجماع وإطباق واتفاق، فاعتبار أن هذه فروع بينتها الشريعة، وأصول يرجع فيها إلى العقل هذا أيضاً تقسيم غير صحيح.كذلك بعضهم يقولون: إن المقصود بالفروع الفروع العملية، بينما الأصول عندهم هي الأصول العلمية، فالأصول عندهم تتعلق بالمبادئ النظرية، بينما الفروع تتعلق بالأشياء العملية، وهذا أيضاً تقسيم غير صحيح، فإننا نجد أن من الأصول ما هي عملية كالصلاة مثلاً، الصلاة عمل، ومع ذلك هي من أركان الإسلام، وجحدها كفر، وتركها كفر أيضاً عند جماعة من أهل العلم، وهي مع ذلك من الأصول، فهي إذاً عملية، وهي من الأصول، فاعتبار أن الأصول يطلق على الأشياء النظرية، وأن الفروع على الأشياء العملية هذا أيضاً تمييز غير صحيح، وإنما نقول: إن التفريق بين الأصول والفروع هو ما دل عليه الكتاب والسنة، فقد يكون الشيء نظرياً، ويكون من الفروع، ويختلف الناس فيه، فقد اختلف الناس مثلاً في أشياء، اختلفوا في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء والمعراج، واختلفوا في مسائل من هذا القبيل، وهي أمور تتعلق بالجوانب النظرية، أو الجوانب العلمية، ومع ذلك فهي عدت فروعاً، واختلف الناس حولها، بينما هناك أصول كما ذكرنا تعد جوانب عملية.إذاً نقول: إن المقصود أو التمييز بين الأصول والفروع يرجع فيه إلى ما دل عليه الكتاب والسنة، فما دل الكتاب والسنة على أنه من الأصول كأركان الإيمان مثلاً، وأركان الإسلام، والمبادئ الكلية، وأصول الأخلاق، وأصول المنهيات وغيرها فهي من الأصول، وما كان من فروع المسائل وتفاصيلها مما يختلف الناس فيه فهو من الفروع. التالي ظهور أول خلاف عقدي وبيان أسبابه الإيمان وأركانه - إثبات الصفات السابق أقسام التوحيد الإيمان وأركانه - إثبات الصفات مواضيع ذات صلة رابعاً: حفظ العرض العقل والنقل .. بين جمود الخطاب الديني وعدم نضج المدارس العقلية ترك النبي قتل المنافقين دليل على إمكانية تقديم التشريع الظرفي على الأصلي فهم النصوص الشرعية فهماً صحيحاً مقاصد الرسالة المحمدية