ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الزخرف - 1›إشراقات في قوله تعالى: (أومن ينشأ في الحلية ..) إشراقات في قوله تعالى: (أومن ينشأ في الحلية ..) الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1693 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص قال الله تعالى: ((أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ))[الزخرف:18].هذه الآية فيها ثلاث وقفات: المعنى الذي عليه أكثر المفسرين إن لم يكن كلهم، أن الله تعالى يقول: يعني: كيف اخترتم لربكم سبحانه الجنس الذي (ينشأ) وفي قراءة (يَنْشَأ) يعني: يربى منذ صغره ((فِي الْحِلْيَةِ))[الزخرف:18]، يعني: في الحلي، ولذلك البنت أول ما تولد ماذا نعمل لها؟ نخرق أذنيها من أجل وضع السخاب والذهب في أذنيها، وبعضهم يخرق (خشمها) أنفها، وهكذا منذ الطفولة والصغر والبنت تحب الحلي، وتتربى عليه، وتربى عليه.(طيب)، إذاً قوله: ((أَوَمَنْ يُنَشَّأُ))[الزخرف:18]، اخترتم لربكم سبحانه (من) منذ طفولته ((يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ))[الزخرف:18]؛ لأن مهمته جمالية في الحياة. بعض العلماء والمفسرين قالوا: لأن هذا دليل على أن المرأة ناقصة الجمال، فتكمل جمالها بماذا؟ وهذا لا أرى له داع يا أخي، المرأة الجمال الذي وضع الله فيها واضح، وميزة للمرأة، جمال المرأة في عينيها، جمال المرأة في شعرها، جمال المرأة في رقتها ونعومتها، لكن المرأة ما خلقت للحرب والضرب والقتال والصراع كالرجل، فلذلك لا داعي لأن نقول: والله أن الحلي يكمل نقص المرأة، هذا كلام أرى أنه زائد، يعني: ما له لزوم، ولكنه دليل على أن للمرأة أن تتحلى، وأن هذا جائز وقائم في شريعة الله سبحانه، وأنها من طبيعة الأنثى، وليس لائقاً بالرجل.قال سبحانه: ((وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ))[الزخرف:18]، يعني: الأنثى أنها في الخصام والمجادلة لا تبين، خاصةً لما يكون ليس الموضوع منطقاً، المرأة قد يكون لديها حجج منطقية، لكن لما يكون الموضوع الخصام ترتفع فيه الأصوات، ويكون فيه صخب، ويكون فيه ضجيج، وأحياناً يكون فيه مد الأيدي؛ لأنه كما قال ربنا سبحانه: ((هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ))[الحج:19]، هذا نزلت في أهل بدر، إذاً الخصام ليس مجرد كلام مرتب وحجج منطقية تقول: إن المرأة تقدر عليها مثل أو نحو ما يقدر عليه الرجل، لا، الخصام هنا يكون فيه صياح، وفيه صراخ، وفيه لجج، وفيه خصومات، وفيه كلام، أو يكون فيه مد للأيدي وضرب وما أشبه ذلك، فهذا مما لم تكن طبيعة المرأة مناسبةً له، هذا معنى، طبعاً هذا المعنى كما قلت: عليه أكثر المفسرون أو كلهم.المعنى الثاني: أن يكون قوله سبحانه: ((أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ))[الزخرف:18] يرجع إلى الأصنام؛ لأن الأصنام تحلى عندهم، كانوا يحلون الأصنام، يضعون عليها شيئاً من الحلي كما هو معروف عندهم وفي كتبهم، و((فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ))[الزخرف:18]، يعني: أنه لا يتكلم، ولا ينطق، وهذا المعنى ضعيف فيما يظهر لي.والوقفة الثالثة والاحتمال الثالث: أن يكون هذا الكلام من كلام أحدهم إذا بشر بالأنثى، يعني: إذا بشر أحدهم بالأنثى اسود وجهه، وأصبح كظيماً، وقال: كيف أرزق، أو هل بشرتموني، أوقد بشرتموني بمن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين؛ لأنه كان يريد ماذا؟ يريد ذكراً، وهذا أيضاً معنىً فيه بعد، ولعلي أقول لكم: إني لم أجد من ذكره، ولكنه وارد مع السياق. والمعتمد -والله أعلم- هو الأول، أن المقصود أن الله تعالى يقول لهم: كيف اخترتم لربكم الجنس الضعيف وهو مهمة الملائكة مهمات ضخمة، اخترتم لها من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين. التالي إشراقات في قوله تعالى: (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم..) سورة الزخرف - 1 السابق إشراقات في قوله تعالى: (وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلاً..) سورة الزخرف - 1 مواضيع ذات صلة إشراقات في قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلقهم..) معنى (سلفاً) وأوجه القراءة فيها دلالة (إن) في قوله: (وإن كل ذلك..) إشراقات في قوله تعالى: (أفنضرب عنكم الذكر صفحاً..) إشراقات في قوله تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك..)