ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الزخرف - 1›إشراقات في قوله تعالى: (أم اتخذ مما يخلق بنات..) إشراقات في قوله تعالى: (أم اتخذ مما يخلق بنات..) الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1024 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص ((أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ))[الزخرف:16]، يعني: هذا الآن سبيل نقض هذه الأكذوبة الموجودة عندهم، ((أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ))[الزخرف:16]، قال: (اتخذ)، كلمة (اتخذ) يعني: حتى يقطع عليهم أي سبيل للتأويل؛ لأنه ممكن يجيء واحد منهم يقول: والله ترى الملائكة نحن ما نقصد أنهم مخلوقون من ربنا، أو أنهم منفصلون من ربنا، ولكن الله جعلهم له أبناء، أو اختارهم أبناء له، مثل ما قالوا لما أنكر عليهم موضوع العبادة قالوا: ((مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى))[الزمر:3]، فأراد الله أن يقطع عليهم أي احتجاج في هذا السبيل، فجاء بكلمة: ((أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ))[الزخرف:16]، بأي طريقة تزعمونها؟ كيف يكون الله سبحانه وتعالى: ((اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ))[الزخرف:16]؟ والمقصود هنا (أصفاكم) يعني: جعل لكم الصفوة الشيء الأفضل في نظركم، والأحسن في نظركم، ولذلك قال: ((وَيَجْعَلُونَ للهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهمْ الْحُسْنَى))[النحل:62].وقال سبحانه: ((أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ المَلائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا))[الإسراء:40]، كيف الله تعالى يعطيكم من الذرية أولاداً وبنات كما قال: ((يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا))[الشورى:49-50]، ويختار لنفسه الجنس الذي أنتم تقولون: إنه جنس أضعف، وهو فعلاً جنس أضعف من جهة الضعف؛ لأن الملائكة الله تعالى خلقهم للمهمات، ملائكة للجنة، وملائكة للعذاب، وملائكة للوحي، وملائكة للمطر، وملائكة للخسف.. وهكذا، والله تعالى وصف الملائكة بماذا؟ أنهم ((عِبَادٌ مُكْرَمُونَ))[الأنبياء:26]، وقال: ((لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ))[التحريم:6]، إذاً الملائكة تمييزهم بماذا؟ مداخلة: بالطاعة.الشيخ: غير الطاعة. مداخلة: بالقوة.الشيخ: القوة، يتميزون بالقوة والقدرة على ما كلفهم الله تعالى به، فكأن القصة أن الله تعالى أولاً يرد عليهم أن الله تعالى منزه، وهو واحد منزه عن أن يكون له ولد لا ذكر ولا أنثى.ثم ثانياً يقول: أيضاً أنكم جعلتم له الإناث، والله تعالى عنده الملائكة، هؤلاء الملائكة الذين تقولون عنهم إنهم إناث، الله تعالى خلقهم لخدمة، وخلقهم للنفع، وخلقهم للعذاب، وخلقهم لمهمات معينة تتطلب القوة وأنتم تعرفون؛ لأن العرب كانوا في طبيعتهم إذا بشر أحدهم بالبنت ما يفرح، يقول: ما هي بنعم الولد، برها سرقة، ونصرها بكاء، هذا كان طبعاً في وقتهم أن البنت يعني بزعمه، وهم جاهليون، طبعاً لا يصدقون في هذا، وأنا لا يسعدني أن يكون مثل هذا الكلام ينقل في كتب التفسير على أنه تفسير لكلام الله؛ لأنه يجب أن نفرق بين كلام المشركين عن الإناث، وبين الاعتقاد الإسلامي، فهم لما يقول: (برها سرقة)، يعني: أنه ما عندها كسب، المرأة اليوم تقدر تكسب في أماكن كثيرة، (ونصرها بكاء)، يعني: ما تقدر تقاتل ضد أبيها، لماذا؟ لأنه كانوا يريدون الأولاد للقتال، حياتهم كانت حياة القتال في الجاهلية، وفي الصحراء، فالله تعالى يقول يعني: ما هذا القسمة الجائرة، كما قال: ((أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى))[النجم:21]، ((تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى))[النجم:22] غير عادلة، فالله تعالى هنا قال: ((أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ))[الزخرف:16]، هذا غير معقول أيضاً. التالي إشراقات في قوله تعالى: (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم..) سورة الزخرف - 1 السابق إشراقات في قوله تعالى: (وجعلوا له من عباده جزءاً..) سورة الزخرف - 1 مواضيع ذات صلة المراد بالاستفهام في قوله: (أفلا تبصرون) إشراقات في قوله تعالى: (قل إن كان للرحمن ولد ..) إلى قوله: (..يومهم الذي يوعدون) كيفية الوصول إلى الهداية ومعرفة الطريق الصحيح إشراقات في قوله تعالى: (هل ينظرون إلا الساعة ..) المراد بالكتاب