الرئيسة ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الزخرف - 1›إشراقات في قوله تعالى: (والذي نزل من السماء ماء بقدر..) إشراقات في قوله تعالى: (والذي نزل من السماء ماء بقدر..) الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 714 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص قال: ((وَالَّذِي))، لا زلنا في الثناء على الله تعالى، والتعريف بالله تعالى لقوم مشركين يحتاجه المؤمنون الآن أشد الحاجة، قال: ((وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ))[الزخرف:11]، (بقدر)، يعني: لم يكن الماء زائداً فيغرقهم، ولا قليلاً فتيبس الأرض وتعطش، وإنما ماء بقدر الحاجة، بحيث أنه ينزل من الجبال، ويسقي السهول، وينبت الأشجار، وينفع البشر. ((فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا))[الزخرف:11]، (أنشرنا) أحيينا ((بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا))[الزخرف:11]، والبلدة مؤنث، ولكن هو مؤنث مجازي، ولذلك ما قال: ميتةً، وإنما قال: (ميتاً)، وأيضاً العرب يقولون: إن الصفة إذا كانت على وزن (عدل) (فعْل) (ميْت) كذا، يستوي فيها المذكر والمؤنث، تقول: رجل عدل وامرأة عدل، فهنا قال: ((بَلْدَةً مَيْتًا))[الزخرف:11]، يعني بمعنى قوله: ميتة، ويمكن أن يكون البلدة معناها المكان مكاناً ميتاً، فهنا أيضاً هذا وإن كان امتنان على البشر بهذه النعمة ونعمة المطر، إلا أنه فيها معنى التذكير بقدرة الله سبحانه وتعالى، وفيه معنى التذكير بالبعث بعد الموت، مثلما تحيا الأرض بالمطر، ولذلك قال: ((كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ))[الزخرف:11]، فقوله: ((كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ))[الزخرف:11] فيها معنيان:المعنى الأول: أنه كما أن الأرض تحيا بالمطر فيخرج منها النبات، كذلك أنتم بعد الموت تخرجون، ففيه تقرير موضوع البعث.وفيه معنى ثان وهو: أن طريقة البعث قد تكون مثل طريقة إحياء الأرض، ولذلك جاء في الأحاديث الصحيحة: (أن الله تعالى يوم القيامة ينزل من السماء ماءً كماء الرجال على الأرض، فينبت الناس في الأرض)، وفي بعض الروايات: (فينبتون أمثال الطراثيث)، تعرفون الطراثيث؟ (عاد احنا) بدو إذا ما عرفنا الطراثيث هذه مشكلة، ما هي الطراثيث؟ هذا نبات فطري يطلع في الأرض غالباً ما يؤكل، ولكنه من النباتات الفطرية مثل العراجين لكنه ملون أخضر يكون، (فينبت الناس أمثال الطراثيث).إذاً قوله: ((كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ))[الزخرف:11]، يعني: مثلما تحيا الأرض في الدنيا كذلك تحيا في الآخرة، ومثلما يخرج النبات يخرج البشر، ينبتهم الله تعالى نباتاً. وأيضاً في الآية قوله: ((وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا))[الزخرف:11]، فيه تحفيز لهم إلى أن يغيروا من واقعهم، وأنه يمكن أن تحيا أرضكم بعد موتها، كما قال الله تعالى في سورة الحديد: ((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ))[الحديد:16]، ثم قال في الآية التي بعدها: ((اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا))[الحديد:17]، فالقلب إذا استيقظ لذكر الله وللقرآن وللوحي مثل الأرض إذا تقبلت المطر وأنبتت الكلأ والعشب الكثير، ولا شيء أعظم من تقوى الله، رأس الحكمة مخافة الله. التالي إشراقات في قوله تعالى: (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم..) سورة الزخرف - 1 السابق إشراقات في قوله تعالى: (الذي جعل لكم الأرض مهداً..) سورة الزخرف - 1 مواضيع ذات صلة معنى النكث في قوله: (إذا هم ينكثون) إشراقات في قوله تعالى: (وإنه لعلم للساعة..) إلى قوله: (..إنه لكم عدو مبين) إشراقات في قوله تعالى: (ولما جاءهم الحق..) إلى قوله: (..خير مما يجمعون) بين يدي السورة تسمية السورة