ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الزخرف - 1›إشراقات في قوله تعالى: (حم والكتاب المبين) إشراقات في قوله تعالى: (حم والكتاب المبين) الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1709 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الحروف المقطعة وتستفتح السورة بقوله سبحانه: ((حم))[الزخرف:1]، وهذا كثير ما ورد معنا وسيرد أيضاً، وهو ما يسمى بالحروف المقطعة في أوائل السور، وقد تكلمت عنها في سورة الأحقاف، وفي الدخان، وفي الجاثية، وما في داعي أني أكرر الكلام، ولكن فقط للتذكير أن عدد الحروف المقطعة في القرآن الكريم كم؟ كم عددها؟ مداخلة: أربعة عشر.الشيخ: كم؟مداخلة: أربعة عشر.الشيخ: أربعة عشر، يعني: نصف حروف الهجاء، هذا عدد الحروف المقطعة في القرآن الكريم مع حذف المكرر، وعدد السور المستفتحة بها تسع وعشرون سورة، وقد ذكرت في جلسة سابقة أن مجموع الحروف المقطعة هذه يتكون منها أحياناً جمل، أكثر من جملة، يعني: لو واحد منكم عنده حاسوب، وجمع الحروف التي قلنا عددها كم؟ أربعة عشر، التي هي: ألف لام ميم صاد راء قاف.. إلى آخره، لو جمعها وحاول يعمل طريقة أن الحرف يقلبه في كل مرة، مثلاً ألف مرة يجعله في البداية، ومرة يجعله رقم اثنين، ومرة يجعله رقم ثلاثة، ومرة يجعله رقم كم؟ مداخلة: أربعة عشر.الشيخ: أربعة عشر، وهكذا اللام (ألف لام) يقلبه، مرة يجعله الأول، ومرة يجعله رقم أربعة عشر، هنا سيطلع لك من المجموع هذه مجموعة عبارات وحكم غريبة وجميلة ومناسبة للمقام عدة أشياء، وفيه واحد ممكن يسويها ويتواصل معي؟ عملية حسابية، .. (خلاص) وعد؟ مداخلة: إن شاء الله.الشيخ: (طيب) أجل أنتظر منك إن شاء الله.من الكلمات التي تطلع (نص حكيم قاطع له سر)، هذه واحدة منها، (نص) يعني: نون وصاد، (حكيم قاطع له سر). (طيب) إذاً القرآن الكريم (نص)، و(حكيم) فيه حكمة، و(قاطع) أنه حق، و(له سر) فيه أسرار معاني يفهمها أحد ولا يفهمها آخرون، هذه من المعاني واحدة من ضمنها، وممكن أن أخانا نواف سيطلع لنا إن شاء الله أشياء جديدة نعطيكم إياها إن شاء الله في تفسير سورة الشورى فيما بعد إن شاء الله، (طيب). المراد بالكتاب فالله تعالى استفتح بهذين الحرفين (حم) ثم قال: ((وَالْكِتَابِ المُبِينِ))[الزخرف:2]، فأقسم بالكتاب المبين، وقال: ((إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا))[الزخرف:3]، فأنت تلاحظ أن هنا جمع ما بين الكتاب وما بين ماذا؟ القرآن، سماه في موضع واحد كتاباً، وسماه قرآناً، أما أنه كتاب فأنت مثلما تراه الآن هو كتاب مكتوب، وهذا الذي يسمى المصحف، المصحف يطلق على المكتوب كما يقولون: ما بين الدفتين، الدفة هذه يعني وهذه التي هي جلدة المصحف، فهو كتاب الله تعالى يقسم به يقسم بالكتاب المبين، وكونه كتاباً في ذلك الوقت ما كان نزل إلا جزء منه، فالقسم بالكتاب الذي سوف يكتب، وأيضاً ما كان كتب؛ لأنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان مفرقاً، فأقسم الله تعالى بما سوف يكتب. الآن أنت لما تقرأ ((وَالْكِتَابِ المُبِينِ))[الزخرف:2] ما عندك إشكال، تراه كتاباً قدامك، لكن لما نزلت هذه الآية ما كان كتاباً مكتملاً، ولا كان نزل كله، وإنما نزل جزء منه، وقد يكون القسم على الكتاب هذا باعتباره مكتوباً عند الله سبحانه في اللوح المحفوظ، فالإشارة للكتاب هذا إشادة بأهمية الكتابة في أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب، وأن الكتابة أساس في العلم، وأساس في الديانة، وأساس في الحضارة، وأساس في النهوض، وأساس في المعرفة؛ لأن الكتابة يحدث منها تراكم المعرفة، أننا نقرأ ما كتبه الأقدمون، ونبني عليه، فلذلك هذا فيه إشادة بالكتابة ودعوة إليها والكتاب. معنى وصف القرآن بأنه مبين ثم قال سبحانه: ((وَالْكِتَابِ المُبِينِ))[الزخرف:2]، أي: البين، (طيب) (الكتاب المبين) معناه أن كل ما في القرآن فهو بين، هل في القرآن ألغاز؟ ما فيه ألغاز، هل فيه أسرار؟ نعم فيه أسرار، وحينما نقول: أسرار لا نعني أنها أسرار خاصة بطبقة من الناس كما يعتقد البعض، لا، هي أسرار يفهمها أولوا الألباب الذين يعطون القرآن وقتاً وتدبراً وتأملاً ويبدئون ويعيدون، فالقرآن يكشف لهم من أسراره ومعانيه، فهذا معنى كوننا نقول: له أسرار. سألني واحد أمس، قال: (طيب)، ما الحاجة إلى كتب التفسير، ما دام الله تعالى سماه (الكتاب المبين)، وقال: ((بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ))[الشعراء:195]، فما الحاجة إلى كتب التفسير؟ قلت له: كم عدد المسلمين الآن؟ قال: مليار ونصف، قلت: (طيب) المسلمون الذين قبل ذلك منذ نزل القرآن إلى اليوم كم عددهم؟ الله يعلم مليارات يمكن، المسلمون الذين سيأتون إلى قيام الساعة كم عددهم؟ أيضاً مليارات لا يعلمها إلا الله، هل هؤلاء مستوى واحد في العقل والفهم والمعرفة والإدراك؟ لا، قطعاً لا، فيهم الأمي، وفيهم الجاهل، وفيهم العالم، وفيهم الذكي، وفيهم حاد الذكاء، وفيهم العبقري، (ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه)، أنا أقرأ في كتب التفسير أحياناً معاني أدرك بأنها معاني جميلة ورائقة ولكن عقلي لا يستوعبها، فأدرك أنني أقل منها، فأقول: ليس هذا عشك فادرجي، وإذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع، فنحن أشبه بالعوام الذين يفهمون عموم المعاني، المعاني التي جعلها الله متاحة لكل أحد. ولذلك لما يكون كتاباً مبيناً لا ينافي أن يكون فيه درجات ومستويات وطبقات في فهم الناس له، وأن يكون بحاجة إلى توضيح وإلى تفسير، وخاصةً بعدما يكون اللسان العربي اختلط، وكثير من الناس ربما لا يفهمون معاني بعض الكلمات، وسوف يرد عندنا مثلاً في سورة الزخرف بعض الكلمات التي يحتار الإنسان فيها أحياناً، مثل كلمة (يعش) ((وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ))[الزخرف:36]، أو كلمة (نقيض) ((نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا))[الزخرف:36]، ما معنى التقييض؟ في بعض المعاني التي تخفى على الناس، وربما لا يفقهون معناها في لغة العرب. دلالة القسم بالكتاب فالله تعالى هنا يقسم بالكتاب المبين، وهذا تشريف للقرآن والثناء عليه، وصفه بأنه مكتوب، ووصفه بأنه مبين، وربما نأخذ من كلمة (والكتاب) تكفل وتعهد الله بحفظ المصحف، بحفظ القرآن؛ لأن هذا القسم باق إلى قيام الساعة، فمعناه أن يكون المقسم عليه حاضراً مشهوداً لا ينقص كما قال سبحانه: ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ))[الحجر:9]، يقسم الله على ماذا؟ على أن القرآن كتاب عربي. التالي إشراقات في قوله تعالى: (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم..) سورة الزخرف - 1 السابق بين يدي السورة سورة الزخرف - 1 مواضيع ذات صلة تسمية السورة إشراقات في قوله تعالى: (الذي جعل لكم الأرض مهداً..) معنى قوله تعالى: (ومن يعش) إشراقات في قوله تعالى: (أومن ينشأ في الحلية ..) مناسبة التسبيح في قوله: (وتقولوا سبحان..)