ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الشورى - 2›إشراقات في قوله تعالى:(وجزاء سيئة سيئة مثلها ..) إشراقات في قوله تعالى:(وجزاء سيئة سيئة مثلها ..) الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1479 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص قال سبحانه: ((وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا))[الشورى:40]، يعني: إذا انتصرتم لا تتعدوا، لا تقل مثلاً: أكيل له الصاع صاعين كما يقول بعضهم، وبالمقابل لا تقل مثلما يقول بعض الكتب السابقة: من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، ومن أخذ منك القميص فأعطه الرداء أيضاً، لا، الإيمان هنا ليس أحياناً أن تقول: ليس من دون أنياب ومخالب للدفاع؛ لأن الله تعالى علم أن الحياة البشرية يوجد فيها وحوش وحيتان وقروش وأعداء وظلمة وبغاة وطغاة، ولذلك شرع الله تعالى الجهاد في سبيله، وجعل الشهادة بأعلى المنازل لوجود مثل هؤلاء الأصناف من الناس. وهنا قال: ((وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا))[الشورى:40]، يعني: سمى الله تعالى الجزاء سيئة؛ لأنها تسوء صاحبها، يعني: الذي وقع عليه الانتصار الظالم يسوؤه أن يقع عليه هذا الانتصار، فسماه الله تعالى سيئة مثل قوله تعالى: ((فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ))[البقرة:194]، ((وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ))[النحل:126].((وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا))[الشورى:40]، يعني: من دون اعتداء، ولذلك قال: ((فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ))[الشورى:40]، إذاً هنا من عفا وتجاوز ولم ينتصر فأجره على الله، وإذا كان الله جل وعز يقول عمن عفا وأصلح: إن أجره على الله، فكيف تتوقع وتتخيل هذا الأجر، أجر ما هو من فلان أو علان، وإنما من الله سبحانه، فهو أجر لا يخطر للإنسان على بال، ومن هنا قوله سبحانه: ((فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ))[الشورى:40]، هذا إذا كان العفو يحقق الصلاح. إذاً مدار الأمر على اختيار أحد الأمرين أن الإنسان ينتصر ممن بغى عليه، أو يعفو ويصلح، مدار الأمر على ماذا؟ على المصلحة، فإن كان العفو يحقق المصلحة عفا وأصلح فأجره على الله، أما إذا كان العفو يسبب جرأة وزيادة في العدوان فالمطلوب هنا أن الإنسان لا يعفو، وإنما ينتصر، ولذلك ذكر العلماء ومنهم ابن العربي في أحكام القرآن مسألة العفو عمن أخطأ عليك، مثل إنسان اغتابك.. (فأجره على الله)، تجرع الغيظ والغضب ليس بالأمر الهين، خاصةً عندنا نحن العرب؛ لأن العنصر العربي فيه الغيرة، وفيه الأنفة الزائدة، وعندهم رسوم موروثة تجعل أنهم في حالات كثيرة لا يتحملون الضيم، وقد يعتبرون أن السكوت أو التجاوز أو العفو أو التسامح ضعفاً، فلذلك يغلب عليهم أن ينتقموا أحياناً، أو يثأروا، والثأر من موروث العرب، القرآن جاء ليهذب هذه الغريزة، ويجعل غضب الناس لله سبحانه، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يضرب أحداً، ولا امرأةً، ولا خادماً، ولا عبداً، ولا فرساً إلا أن يقاتل في سبيل الله، ولم يكن يغضب إلا لله، فإذا غضب لله لم يقم لغضبه شيء، فكون الإنسان يغضب، وأحياناً غضبنا يكون مخلوط، يعني إنسان مثلاً قد يأمر بمعروف، وقد ينهى عن منكر، وهو هادئ، فإذا جاء واحد وقال له: يا أخي أنت الذي فيك ولا فيك، وتسوى وما تسوى، والفعال التراك، فقد توازنه الذي كان موجوداً أثناء الأمر والنهي، وهو يرى المخالفة قدامه ما أثارته يعني، لكن الذي أثاره ما هو؟ هذا القيل والقال، ثم تجد هذا الإنسان أنا ولد أبوي، أنا ولد فلان، ويغضب وينفعل، هذا ليس لله، هذا لعبد الله الغضب وليس لله، قدرتنا على التخلص من أنانياتنا الفردية والجماعية، وأن يكون غضبنا ورضانا وحبنا وبغضنا في الله هذا مستوى ومعنى نحتاج إلى أن نستعين بالله، ثم بتلاوة مثل هذه الآيات العظيمة حتى نتربى عليه.قال سبحانه: ((إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ))[الشورى:40]، فالله تعالى لا يحب أولئك الظالمين الذين بغوا واعتدوا، ويكفي هذا في شأنهم، أن الله لا يحبهم، وكونه ما يحبهم هذا ما هي بقصة انتهت، هذا له ما وراءه، يعني هو وعيد لهم، أن الله يحب الصابرين، ويحب العافين عن الناس، ولا يحب الظالمين، وأيضاً فيه تحذير للإنسان أنه لا تزد؛ لأن بعض الناس إذا غضب أو انتقم ربما زاد، يعني: قد يأتي إنسان فيعطيه كفاً على وجهه مثلاً بقوة وشدة، أو بعصا، فربما تناول السلاح وقتل ذلك الإنسان وقال: هو البادئ، صحيح هو البادئ، لكن جزاء سيئة سيئة مثلها. التالي إشراقات في قوله تعالى: (ولمن انتصر بعد ظلمه..) إلى قوله: (..لمن عزم الأمور) سورة الشورى - 2 السابق إشراقات في قوله تعالى: (والذين إذا أصابهم البغي ..) سورة الشورى - 2 مواضيع ذات صلة تعريف الإنابة ووجه ذكرها بلفظ المضارع إشراقات في قوله تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحاً..) إلى قوله: (..تصير الأمور) إشراقات في قوله تعالى: (فاطر السموات والأرض...) إشراقات في قوله تعالى: (وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً..) الغفر والتسامح عند الغضب