ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الشورى - 2›إشراقات في قوله تعالى: (وهو الذي ينزل الغيث..) إشراقات في قوله تعالى: (وهو الذي ينزل الغيث..) الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1610 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص ((وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ))[الشورى:28]، هذا من الرزق، والعرب يعرفونه، وهو سبحانه قال في الرزق قال: ((يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ))[الشورى:27]؛ لأن مصدر الرزق من السماء، ((وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ))[الذاريات:22]، فلما عبر الله تعالى بتنزيل ما يشاء من الرزق دل على أن الرزق هنا لا يقصد به خصوص المطر، وإنما كل رزق فهو من السماء، لكن هنا انتقل إلى خصوص المطر باعتباره من الرزق، فقال سبحانه: ((وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا))[الشورى:28]. معنى الغيث والغيث هو: المطر الذي يأتي بعد القحط والجدب واليأس، وغالباً في القرآن الكريم المطر لا يعبر عنه إلا بالعذاب ((وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ المُنذَرِينَ))[الشعراء:173]، وإنما الله تعالى يعبر بالغيث، ((إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ))[لقمان:34]، فالمطر يسمى الغيث، وإذا عبر عنه بالمطر في القرآن فالغالب أنه يقصد به مطر العذاب، ((قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ))[الأحقاف:24]، فهنا الله سبحانه ينزل الغيث المطر على الأرض وعلى العباد من بعد ما قنطوا، ويروى: [أن ناساً قالوا لـعمر رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين! توقف المطر حتى قنطنا، قال: مطرتم]، اعتبروا أن هذه الآن العلامة وصلت إنه ما دام وصلتم إلى حد القنوط، القنوط والفلاح والراعي راعي الغنم في الصحراء عنده أوقات للمطر، وأحياناً يبطئ ويتأخر، فيكون وقت الزرع أوشك أن يفوت، أو الإبل والغنم ربما تكون كادت أن تهلك، فهنا الناس بلغت الروح الحلقوم عندهم، وهنا الله تعالى ينزل الغيث، والله تعالى ينزل الغيث في كل وقت، ليس فقط من بعد ما قنطوا، ولكن امتن عليهم بخصوص هذه الحالة لما فيها من الاستجابة الربانية لهم والرحمة بالبشر، ولذلك قال: ((وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ))[الشورى:28]. ولما يقول ربنا سبحانه: ((وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا))[الشورى:28]، لا بد أن يكون في هذه الآية معنى أوسع من مجرد المطر، أنه نحن البشر سريعو اليأس، يسرع إلينا اليأس، نستبطئ الأشياء، والواحد منا يعد الساعات، وأحياناً يعد الأيام والليالي ينتظر فرجاً، يا أخي الله سبحانه وتعالى اليوم عنده كألف سنة مما تعدون، أنت تعجل والله لا يعجل، وإلا الفرج قادم، وأحسن وأقرب ما يكون الفرج متى؟ عندما يكاد الإنسان أن يصل.. فهنا الله سبحانه وتعالى ينزل الغيث من بعد ما قنطوا يعني: يأتي بالفرج، ويأتي بالروح. إذاً مسألة الرزق هنا والمطر ليست خاصة فقط بالمطر، .وإنما معناه ترقب الفرج، هذا الفرج إن كان عافية، إن كان زوال هم أو غم أو ضيق أو ما أشبه ذلك، كلما زاد ضيق الإنسان اقترب الفرج، وكان هذا علامة على قرب الفضل من عند الله سبحانه، ولهذا قال: ((يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ))[الشورى:28]، الرحمة هنا المطر، والمطر رحمة كما في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (مطرنا بفضل الله ورحمته)، وبعض العلماء قالوا: ((يَنشُرُ رَحْمَتَهُ))[الشورى:28] يعني: الشمس، أنه أحياناً الناس يمطرون حتى يتمنوا الشمس، وهذا كثير في بلاد العالم التي يكثر فيها المطر، ويعتبر اليوم المشمس عندهم يعتبر من الأيام المتميزة الفاضلة عندهم، والأقرب أن الأمر عام ولكن السياق يوحي بأن نشر الرحمة هنا بنزول الغيث، ونزول المطر، وقد ورد أن هذه الآية نزلت في قصة الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستسقاء وهو على المنبر. معنى (الولي) و(الحميد) وأنا أذكر أن شيخنا الشيخ صالح البليهي رحمه الله قرأ هذه الآية في صلاة المغرب وقسمها بين ركعتين في وقت مطر، فقال: ((وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ))[الشورى:28]، ثم ركع، وفي الآية الثانية قال: ((وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ))[الشورى:28]، فالولي الذي هو والي على عباده، فهو متولي شئونهم، والرفيق بهم في العطاء وفي المنع، وهو الحميد يعني: المستحق للحمد سبحانه، والذي يفعل ما يحمد عليه، ولذلك الحمد من أعظم المقامات، ((الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))[الفاتحة:2]، أن يكثر العبد من حمد الله، حتى إن ما وفقك الله فيه من النعم والطاعات يعني: لا يقوم به حمد، يعني: إذا الله تعالى وفقك مثلاً للصلاة، لو أنك قضيت الصلاة كلها في حمد الله ما أديت شكر نعمة أن وفقك الله لها، لو أن الله وفقك لصوم يوم مثلاً، لو قضيت هذا اليوم كله وتحمد الله على أن وفقك للصوم ما أديت شكرها، أو لقيام ليلة فقضيتها كلها في حمد الله على أن وفقك للقيام ما أديت الشكر، فلذلك قال: ((وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ))[الشورى:28]. التالي إشراقات في قوله تعالى: (ومن آياته خلق السموات والأرض..) سورة الشورى - 2 السابق إشراقات في قوله تعالى: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض..) سورة الشورى - 2 مواضيع ذات صلة وجه وصف الساعة بلفظ المذكر إشراقات في قوله تعالى: (والذين يحاجون في الله ..) إشراقات في قوله تعالى: (الله الذي أنزل الكتاب بالحق..) إلى قوله: (..لفي ضلال بعيد) إشراقات في قوله تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء..) دلالة (أم) في قوله: (أم اتخذوا..)