ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الشورى - 2›موضوع سورة الشورى موضوع سورة الشورى الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1255 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه، بسم الله الرحمن الرحيم.سورة الشورى مدارها على موضوع أساسي إثبات الوحي، إثبات الوحي كقاعدة عامة للأنبياء، وهذا شيء غير عاد أن يكون الله في عليائه وسمواته وفوق عرشه، يوجه خطاباً، ويختار أحداً من البشر على ظهر الأرض ممن يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق، وينامون، ويحتاجون إلى ما يحتاج إليه البشر، يختار واحداً منهم، فينزل عليه الوحي، ويأمره بالبلاغ، ويخاطبه، وأحياناً يخاطبه مباشرة، هذا شيء عظيم، والذين لا يعلمون من مشركي العرب ونحوهم الأمر هذا مستغرب عندهم، زد على ذلك أن السورة تعتني بعد ذلك بخطوة أخرى بعد إثبات الوحي بشكل عام، ما هي الخطوة الثانية؟ مداخلة: مجادلة أهل الكتاب والوثنيين.الشيخ: نعم، صحيح، في هذا الشأن مجادلة اليهود وأهل الكتاب والوثنيين، ولكنها تنتقل بعد ذلك إلى موضوع في الوحي نفسه من تقريره كقاعدة عامة ونظام متبع إلى.. مداخلة: ...الشيخ: إلى إثبات.مداخلة: البعث.الشيخ: لا، نبوة محمد عليه الصلاة والسلام على وجه الخصوص، إثبات نزول الوحي على هذا النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام، والذين كانوا يجادلون فيه كثيراً، مثل اليهود يثبتون النبوة لـموسى ، وينفونها عن محمد عليه الصلاة والسلام، وكذلك المشركون من أهل مكة كان عندهم رفض وتوقف في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان بعضهم يعترفون، مثلاً كانوا يقولون: ((لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى))[القصص:48]، فالله سبحانه وتعالى يقول: ((أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ))[القصص:48]، ولذلك في السورة قال: ((كَبُرَ عَلَى المُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ))[الشورى:13]، لماذا كبر على المشركين؟ كبر عليهم لثلاثة أسباب: السبب الأول: الموضوع الذي هو موضوع الوحي نقل الناس من الاسترسال وراء شهواتهم، وأمزجتهم ورغباتهم الخاصة إلى أن ينضبطوا بنظام وبشريعة، ولذلك يتركون مثلاً الأوثان والآلهة ليعبدوا إلهاً واحداً، فهم لما جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد قالوا: ((أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ))[ص:5]، هذا شيء عجيب وغريب، هذا السبب الأول في أن الموضوع كبر عليهم الانتقال من المألوف (الوثنية) إلى التوحيد.السبب الثاني في كبر وصعوبة الأمر عليهم: هو شخص النبي المختار؛ لأنهم يرون أن النبي صلى الله عليه وسلم هذا ما عنده ميزة، ليس عنده أموال، وليس عنده سيادة من قبل فيهم أو سلطة، ولذلك كانوا يقولون: ((لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ))[الزخرف:31]، أو يطلبون معايير مختلفة عن معايير الله سبحانه وتعالى في الاختيار، فهذا جعل الأمر يكبر عليهم أيضاً أنه واحد من عامتهم في نظرهم، مع أنه لا ينقصه صلى الله عليه وسلم سؤدد، ولا مجد، ولا شرف، ولا نسب، ولكن هم يتحججون بأنه في معاييرهم هناك من هو أفضل، يريدون أن تكون النبوة مثلاً في أبي لهب ، أو في أبي جهل ، أو في عتبة ، أو شيبة ، أو عروة أو غيرهم من عظماء مكة أو عظماء الطائف .الأمر الثالث الذي جعل الأمر يكبر ويصعب عليهم هو طبيعة الوحي، فهم كانوا على الأقل يتحججون بشيء آخر، يقولون مثلاً: ((لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ))[الأنعام:8] نريد أن نرى ملكاً ينزل مثلاً، أو يقولون ماذا؟ ((كِتَابًا نَقْرَؤُه))[الإسراء:93] في سورة.. مداخلة: الإسراء.الشيخ: الإسراء. مداخلة: ((لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً))[الفرقان:32].الشيخ: أو -لا إله إلا الله!- ((وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالمَلائِكَةِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ))[الإسراء:90-93]، حتى لو رقيت ونحن نراك تصعد ما يكفينا هذا، ((حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُه))[الإسراء:93]. انظر المطالب فيها سخف، وفيها تعجيز، وحتى لو حصل هذا على فرض أنه حصل ممكن لا يؤمنون بذلك، إذاً كانوا يشترطون صيغة معينة في طبيعة نزول الوحي. التالي إشراقات في قوله تعالى: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض..) سورة الشورى - 2 مواضيع ذات صلة إشراقات في قوله تعالى: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده..) معنى قوله: (فيظللن رواكد على ظهره) دلالة إنزال القرآن بلغة العرب معنى (الأعلام) أوجه القراءة في قوله تعالى: (ويعلم..)