ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الشورى - 1›إشراقات في قوله تعالى: (الله لطيف بعباده..) إشراقات في قوله تعالى: (الله لطيف بعباده..) الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1222 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص ((اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ))[الشورى:19] سبحانه وبحمده، ذكر من أسمائه اللطف، واللطف يحمل معنى البر، والرحمة، والخير، والجود، والكرم، والعطاء، والصبر، وأيضاً من معاني اللطف الخير الخفي الذي يوصله الله لعباده دون أن يدروا. وكم لله من لطف خفي يجل خفاه عن فهم الذكي وكم من أمر تساء به صباحاً وتأتيك المسرة في العشي إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العلي فكونه لطيفاً معناه أنه يوصل إليك براً ولطفاً وخيراً من دون ما تشعر أنت أحياناً، وقد تعرفه فيما بعد، وقد لا تعرفه إلا يوم القيامة، فقد يكون هذا اللطف جاء بصيغة ظاهرها الابتلاء، أو المشقة، أو التعب، أو العناء، أو الفقر، أو الجوع، أو المرض، ولكن لطف الله سبحانه وتعالى جعلك تتحمله أولاً، ولطف الله جعل هذا الأمر لك خيراً عاقبته لك خيراً، ولذلك قال: ((يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ))[الشورى:19]، وقال: ((لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ))[الشورى:19]، ووصف أو نسبة العباد إلى الله وخاصةً لفظ (العباد) في الغالب أنه تزكية لهم، فإذا قال: (فبشر عبادي) معناه أنهم أخيار وأبرار وصلحاء، هذا الغالب في القرآن الكريم وفي لغته، أن لفظ العباد إذا نسب إلى الله (عباد الله)، ((عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ))[الإنسان:6]، ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا))[الفرقان:63]، الغالب أن لفظ (عباد) إذا نسب إلى الله فهو إشارة إلى أفاضل، صلحاء، كرماء، أبرار، أتقياء، فقال الله: ((اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ))[الشورى:19]، ولكن لا ... ومن هنا ذهب الواحدي و أبو حيان وجماعة من المفسرين إلى أن المقصود: اللطف بالمؤمنين خاصة، والأكثرون على أن اللطف عام هنا، لطيف بالعباد كلهم سبحانه، فمن لطفه أنه يخلقهم، ومن لطفه أنه يرزقهم في الدنيا، ولا يموتون جوعاً، ومن لطفه أن ينزل عليهم الكتب، ويرسل إليهم الرسل، ومن لطفه أنه يجيب دعاءهم حتى لو كانوا كافرين إذا طلبوا وسألوا وركبوا في الفلك.. إلى غير ذلك من معاني اللطف، ولهذا قال: ((يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ))[الشورى:19]، وكأن المعنى أن الله تعالى يرزق عباده كلهم؛ لأن رزقه لهم جميعاً، كما قال إبراهيم : ((وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ))[البقرة:126] قال الله تعالى: ((وَمَنْ كَفَرَ))[البقرة:126] يعني: فأرزقه وأمتعه قليلاً، فإذاً الله تعالى يرزق العباد، ويرزق الهوام، ويرزق الطير، ويرزق كل مخلوقاته، ولكن يرزق من يشاء ما يشاء، يعني: يوسع على هذا، ويضيق على ذاك كما سبق وفق حكمته سبحانه.((وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ))[الشورى:19]، فالله تعالى قوي عزيز قادر لطفه ليس من ضعف؛ لأن من الناس من يكون لطفه نتيجة ضعف أو عجز، أما الله تعالى فهو القوي العزيز، ومع ذلك هو اللطيف الخبير، فانظر كيف جمع بينهما في بدء الآية وفي منتهاها، بدأت الآية باللطف الإلهي، وختمت بالقوي العزيز، فهذا القوي العزيز يشفق على عباده، ويلطف بهم، ويرأف بهم، ويرحمهم، ويصبر عليهم، ولا يعاجلهم؛ لأنه يريد استصلاحهم من الناحية الشرعية، يعني: الله يحب للناس أن يهتدوا، ((إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ))[الزمر:7]، فالله تعالى يرضى علينا، ويحب لنا أن نكون كما يريد سبحانه، ولكنه أيضاً أعطانا بحكمته القدرة على أضداد ذلك. التالي إشراقات في قوله تعالى: (من كان يريد حرث الآخرة..) سورة الشورى - 1 السابق إشراقات في قوله تعالى: (الله الذي أنزل الكتاب بالحق..) إلى قوله: (..لفي ضلال بعيد) سورة الشورى - 1 مواضيع ذات صلة الغفر والتسامح عند الغضب إشراقات في قوله تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً..) إشراقات في قوله تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم..) تعريف الكبائر والفرق بينها وبين الفواحش إشراقات في قوله تعالى:(والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ..)