ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الشورى - 1›إشراقات في قوله تعالى: (حم * عسق) إشراقات في قوله تعالى: (حم * عسق) الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1584 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص تستفتح السورة بقوله تعالى: ((حم))[الشورى:1]، الحروف المقطعة في أوائل السور، وعندنا كم سورة استفتحت بهذين الحرفين؟ سبع سور، عندنا سبع سور، ولذلك تسمى (آل حم)، هي مجموعة، وإن شئت قل: أسرة، ليس غريب أن نستخدم لفظ (أسرة) لماذا؟ لأنها مجموعة، ابن مسعود يقول: آل حم، يسميها (آل حم)، وهذا اللفظ يستخدم للأسر، وأيضاً في الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل: (شبت يا رسول الله، قال: شيبتني هود وأخواتها). إذاً لفظ الأخوات ليس بغريب على آيات وسور القرآن الكريم، لكن السورة هنا استفتحت مع (حم) وانفردت من بين أخواتها بزيادة ثلاثة حروف وهي (عسق)، ولم تكن مربوطة مع (حم)؛ لأنها لو ربطت لطالت، يعني: صارت تقريباً خمسة حروف متصلة، وهذا طويل ولذلك فصل بينها بخلاف السور الأخرى التي وصلت؛ لأنه قد يكون زيادة حرف مثل (المص) مثلاً، أو (الر) أو ما أشبه ذلك، فهذه لو وصلت لكانت طويلة، ولذلك (حم) آية، و(عسق) آية أخرى، وهذا إعجاز الله تعالى أعلم به. نحن نعلم يقيناً والله تعالى أعلم أن اختيار الله سبحانه لهذه الحروف الثلاثة بعد (حم) اختياره لـ (عسق) أن من معانيه طبعاً ودلالاته قضية الإشادة بالحرف، والإشادة بالعلم، هذا معنى جميل، ونعلم أيضاً من معانيها الإشادة باللغة العربية وحروفها ومعجمها، وأنه معجم متميز وعظيم، والله سبحانه وتعالى نطق بهذه الحروف وجعلها في كتابه، ولكن ثمة أسرار أخرى قد يطلع الله عليها من شاء من عباده نحن لا نعلمها، الاختيار ليس عشوائياً، وإن كان يستدرج فيه أن الله سبحانه وتعالى يذكر أن القرآن المعجز هو من جنس هذه الحروف، ومع ذلك أنتم تنطقون بها ولا تستطيعون أن تنطقوا منها بقرآن معجز كما هو شأن هذا الكتاب العظيم.وبعضهم يقولون مثلاً: إن (عسق) هذا اسم جبل محيط بالأرض، وهذا باطل؛ لأنه لا يوجد جبل محيط بالأرض أصلاً، وهذا مما علم اليوم بالضرورة من كشوف العلم ومعرفته واطلاع الناس أنه ليس هناك جبل محيط بالأرض، وإنما الأرض نفسها هي كرة يراها الناس في الفضاء، فربطها بمثل هذه المعاني الضعيفة، أو القول: بأن هذه قصة رجل نزل فيه البلاء والعذاب، فالله سبحانه وتعالى ذكر قصته، هذا فيه نوع من الغموض والبعد الذي ينزه عنه القرآن الكريم، فالله سبحانه وتعالى استفتح بهذه الآيات الكريمات للسورة، قد تكون اسماً للسورة، وقد تكون حروفاً للتنبيه مثل (ألا) أو (يا)، وربما يكون انفراد هذه السورة من بين سور (آل حم) بوجود (عسق)؛ لأنها نزلت في وقت ربما اشتد فيه الأذى على الرسول صلى الله عليه وسلم، والتشكيك في دعوته، وتضافر على ذلك أهل الكتاب الذين خافوا من ظهور شوكة الإسلام، والمشركون الوثنيون، فزاد الأمر، ولذلك جاءت مثل هذه الكلمات التي تؤكد وتبين أن نزول السورة كان في وقت عسير وصعب، وهي كما ذكرت قد تكون نزلت في السنة الثامنة أو التاسعة. التالي إشراقات في قوله تعالى: (كذلك يوحي إليك..) سورة الشورى - 1 السابق بين يدي السورة سورة الشورى - 1 مواضيع ذات صلة معنى (الولي) و(الحميد) إشراقات في قوله تعالى: (ولمن انتصر بعد ظلمه..) إلى قوله: (..لمن عزم الأمور) إشراقات في قوله تعالى: (أم يقولون افترى على الله كذباً..) إشراقات في قوله تعالى:(والذين استجابوا لربهم ..) المقصود بالآيات في قوله: (ومن آياته..)