ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›جزء الذاريات›سورة الطور›العناية بتدبر القرآن الكريم العناية بتدبر القرآن الكريم الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1121 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص بسم الله الرحمن الرحيم ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً.الإيمان بالقرآن الكريم، وأنه من عند الله، هذا ركن ركين في العقيدة الإسلامية، وبناءً على هذا الإيمان الذي هو ملازم أيضاً للإيمان برسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنه صادق في نبوته ورسالته، بناءً على ذلك ترسخ جميع الفروع الأخرى والأصول الأخرى للعقيدة؛ لأن القرآن قد تضمنها، فالحقيقة أن القرآن هو أعظم معجزة؛ لأن المعجزات التي كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ربما شاهدها المعاصرون له، أما القرآن فهو المعجزة الباقية إلى قيام الساعة؛ ولذلك أقول: العناية بتدبر القرآن الكريم واستكشاف جوانب الإعجاز للقرآن من دون تكلف، هذا معنى مهم جداً، ولم أر شيئاً يزرع الإيمان في القلب مثل تدبر القرآن الكريم، بقلب مفتوح وعقل مفتوح ونفس حاضرة، وليس فقط قراءة آيات القرآن الكريم [هذاً كهذ الشعر ونثراً كنثر الدقل]؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه، وإنما التدبر، وبدلاً من أن تقرأ وجهين من القرآن الكريم اقرأ وجهاً واحداً وكرره مرتين، وقف عند آياته وعند معانيه. أنا اليوم خطر في بالي معنى، وكل الطرق تؤدي إلى هذا المعنى العظيم، معنى عظمة القرآن وربانيته: إنك لما تتخيل أن رجلاً في مكة ، قبل أربعة عشر قرناً من الزمان يأتي بهذا الكلام المرتب، المجود، المضبوط، وهو لا يدري ماذا سيقع بعد ذلك في الكون من أحداث التاريخ وكشوفات العلم والمعرفة، وتطورات الناس وأحوالهم، ثم يحفظ هذا الكتاب ويسطر، ويتلقاه الناس، وتمضي القرون بعد القرون، ويجتمع أناس بعد ألف وأربعمائة سنة من أجل أن يتدارسوا هذا القرآن ويتدبروا معانيه، فلا يجدون في القرآن المكتوب المحفوظ، لا يجدون فيه معنىً واحداً ثبت خلافه، بل يجدون أن كل نبوءاته وأخباره ووعوده قد حقت وحدثت، هذا الشيء ليس بالسهل لما تتأمله وتتدبره، لو كان في ذلك العصر ثم أناس أو إنسان متقول، كما قال الله سبحانه وتعالى: ((وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ))[الحاقة:44]، وادعى وقال، سيكون ما يهمه هو أن يؤثر في الناس المعاصرين له، ولا يعنيه ما يكون بعد موته، وسيكون مضطراً إلى أن يقول في أشياء كثيرة جداً يحمله الناس عليها، وكان الناس في ذلك العصر - وفي كل عصر - يصنعون إحراجاً لكل من يكون له علم أو معرفة أو كلام أو تصدر، فيسألونه ويطالبونه ويقترحون عليه، فكان ذلك الرجل المتقول مضطراً من أجل أن ينجح دعواه إلى أن يقول أشياء يثبت بعد فترة من الزمن أنه لا صواب لها؛ فهذا هو الفرق بين رسول من عند الله، يتبع ما يوحى إليه، وبين إنسان يتقول فينتهي ما يقوله في لحظته وفي وقته، فهذا في نظري من أعظم ألوان ومعاني الإعجاز. التالي مقدمة في سورة الطور سورة الطور مواضيع ذات صلة حكم تشغيل قرآن أو محاضرة أثناء تناول الطعام دعوة إلى الاهتمام بفهم القرآن وتطبيقه إهداء القرآن للمولود الميت أفضلية قراءة القرآن على الدعاء بين الأذان والإقامة حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن