ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الدخان›إشراقات في قوله تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم) إشراقات في قوله تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم) الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1516 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص قال: ((فِيهَا يُفْرَقُ ))[الدخان:4]، وهذه هي القراءة السبعية المشهورة، ويوجد قراءة أخرى فيها (نفرق) (( كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ))[الدخان:4]. معنى الفرق في قوله تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم) (يُفرق) أي: يفصل. ولعل من معاني الفرق هنا: أنه يستخرج من اللوح المحفوظ مقادير تلك السنة، وقوله سبحانه: (يُفرق) هذا فعل ماذا نسميه؟ مضارع، ومعناه أن الأمر هنا متكرر.إذاً: في كل سنة في ليلة القدر يُفرق كل أمر حكيم، يعني يفصل ويقطع به، ويستخرج من اللوح المحفوظ، سواء كان هذا الأمر من قضايا العباد، من قيام الأمم وقيام الحضارات وسقوطها، والتغيرات، والاقتصاد.. أو كان أحوال الأفراد من الحج والزواج والموت والحياة؛ ولذلك يقول بعض السلف: [إن الإنسان ليتزوج في تلك السنة وهو مكتوب عند الله في الأموات].هذا قبل أسبوع واحد من الشباب في تويتر يقول: سبحان الله! صديقي يقول: قبل شهور حضرت زواجه، والآن أستعد للذهاب للصلاة عليه. هذا أمر مشاهد ومعاين، المقصود أن ذلك كله مما يفرق ويكتب. معنى (كل) في قوله تعالى: (كل أمر حكيم) وقوله سبحانه: ((كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ))، يحتمل أن يكون المقصود بـ(كل) يعني: العموم المطلق، وهذا عندي أقرب. يعني: في تلك الليلة يفصل كل ما يقدر على العباد في تلك السنة (كل).وبعضهم قال: المقصود بالكل: الغالب، أو العموم، وهذا وإن لم يكن مستنكراً في اللغة ولا في أسلوب القرآن الكريم؛ لأن الله تعالى لما قال مثلاً عن بلقيس: ((وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ))[النمل:23]، يعني ليس المقصود الإطلاق من كل شيء هناك أشياء لم تؤت، لكن المقصود: من معظم الأشياء التي جرت العادة بها، إلا أن المقام هنا مقام تفصيل وقضاء وقدر؛ ولذلك نقول: إن الأقرب أنه يُفرق كل أمر، من المجملات والمفصلات، وما يخص الأمم والدول والأفراد، والأحوال كلها. من معاني (حكيم) ((كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)) لما نقول: (حكيم) معناه: أن هذا الأمر محكم، مضبوط، متقن، لا يزيد ولا ينقص. هذا من معاني الإحكام هنا، تقول: هذا مثلاً البناء محكم، أو هذه الصنعة محكمة، يعني: مضبوطة ما فيها كلام، فهذا من معاني (حكيم) يعني: محكم.وأيضاً من معاني (حكيم) وهذا تجده في القرآن الكريم لما نقول: هذا محكم قد يقابله المنسوخ أحياناً. فإذاً: هذه الأمور التي تفرق في ليلة القدر لا تغيير لها ولا تبديل، وإنما هي ثابتة محكمة واقعة كما كتبت وكما فُرِقت.وأيضاً: يمكن أن يكون من معاني الحكيم: أنها ضد المتشابه، أنه ليس فيما يكتب في تلك الليلة أمر فيه اشتباه أو لبس؛ لأنها أمور قدرية مفصلة، تقع على وفق ما علم الله سبحانه وتعالى وقدر، في تلك الليلة يُفرق كل أمر حكيم. التالي إشراقات في قوله تعالى: (أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين) سورة الدخان السابق إشراقات في قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة ...) سورة الدخان مواضيع ذات صلة معنى قوله تعالى: (وأن لا تعلوا على الله) إشراقات في قوله تعالى: (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ...) إلى قوله: (إن هذا ما كنتم به تمترون) وقفة مع قوله تعالى: (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) معنى (النعمة) في قوله تعالى: (ونعمة كانوا فيها فاكهين) إشراقات في قوله تعالى: (فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين)