الجواب :

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
وبعد:
رمي الجمرات واجب عند جمهور العلماء، و حكاه غير واحد من الفقهاء إجماعاً أنه يجب على الحاج أن يرمي الجمرات.
يبدو لي -والله أعلم- أن من الأدلة ما رواه النسائي (3057) وابن ماجه (3029) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على راحلته: هات القط لي، فلقطت له حصيات هن حصى الخذف، فلما وضعتهن في يده قال: بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين )، والحديث صحيح ودليل على الوجوب؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أمر بالرمي، وحدد جنس ما يرمى به وهو الحجارة الصغار.
وكذلك الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ( لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ارم ولا حرج ) ، فأمره بالرمي، فدل على أن الرمي واجب، وهكذا فعله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وقال: ( لتأخذوا مناسككم )، هذا هو مذهب الجمهور وحكي إجماعاً.
هناك قول عند المالكية -والذي يظهر لي أنه ضعيف-: أن الرمي سنة.
وهذا حكاه ابن جرير الطبري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: [ إن الرمي إنما شرع حفظاً للتكبير في أيام التشريق فإن ترك الرمي وكبر أجزأه ذلك ] ، ولكن هذا القول -كما ذكرت- قول ضعيف جداً.
والراجح أن رمي الجمرات واجب على الحاج.
كتبه: سلمان بن فهد العودة.