ÇáÑÆíÓÉ الفتاوى1422 هـما حكم إدراك شيء من الليل في عرفة؟

ما حكم إدراك شيء من الليل في عرفة؟

رقم السؤال: (63160).
التاريخ: الجمعة 12/ ذو القعدة/ 1425 الموافق 24/ ديسمبر/ 2004م.

السؤال :

فضيلة الشيخ! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم إدراك شيء من الليل في عرفة؟

الجواب :

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
وبعد:
إدراك شيء من الليل اختلف العلماء فيه على خمسة أقوال نذكرها باختصار:
القول الأول: أن إدراك جزء من الليل بـعرفة ركن لا بد منه. وهذا قول لـمالك، قال ابن عبد البر: لم يوافقه عليه أحد من العلماء، وبناء على هذا القول لو دفع قبل غروب الشمس فإنه يفسد حجه، وهذا قول ضعيف، بل هو أضعف الأقوال ولا دليل عليه.
القول الثاني: أنه يجب عليه البقاء إلى غروب الشمس، فإن ذهب فعليه أن يعود بعد غروب الشمس، فإن لم يعد واقتصر في الوقوف على النهار فإن حجه صحيح وعليه دم. وهذا قول عطاء والثوري والشافعي والحنفية والحنابلة، فهو مذهب الجمهور.
القول الثالث: أنه يجب عليه الوقوف ليلاً، ولو ترك الوقوف ليلاً واقتصر على النهار فليس عليه دم. وهذا أيضاً قول آخر عند الشافعية صححه النووي، وهو قول عند الحنابلة.
القول الرابع: أن من كان معذوراً فله الانصراف ولا دم عليه، بخلاف غير المعذور. وهذا أيضاً رواية في مذهب الإمام أحمد، والعذر كأن يكون له رفقة، أو خرج وضل، أو ضاقت عليه السبل.. أو ما أشبه ذلك فخرج فليس عليه شيء، وإن كان ليس له عذر فعليه دم.
القول الخامس: أن إدراك جزء من الليل سنة، وليس عليه إثم ولا ذنب بعدم الوقوف بالليل ويكفيه النهار. وهذا القول هو أيضاً رواية عند الشافعية، وذهب إليه الإمام ابن حزم كما في المحلى، ورجحه جماعة من المتأخرين، كما يومئ إليه كلام الشنقيطي وكلام الشيخ عبد الله بن منيع وغيرهم.
وقالوا: لأنه لا يوجد دليل صحيح على وجوب استيعاب جزء من الليل بـعرفة، ومجرد الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم ليس دليلاً صريحاً في الوجوب، وإن كان الآخرون قد يستدلون بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لتأخذوا مناسككم ) .
وعلى كل حال فهذه الأقوال متقاربة، خصوصاً الأقوال الثلاثة الأخيرة، وعليه فالأحوط للإنسان أن يبقى بعد غروب الشمس؛ لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم، و الإجماع على أن ذلك هو السنة وهو المشروع، ولكن لو خرج قبل الغروب فليس عليه شيء على القول الراجح.
كتبه: سلمان بن فهد العودة.